عبدالقادر فاضل/
تعتبر مواقف الشدة والمحن من أبرز اللحظات التي تكشف عن جوهر الإنسان وتفضح ما كان مخفياً وراء الأقنعة التي يرتديها البعض في أوقات الراحة والرخاء. ففي هذه اللحظات، تبرز مواقف الأشخاص الحقيقية بعيداً عن الحديث المبالغ فيه عن الفضائل والشجاعة في الأوقات السهلة.
في كثير من الأحيان، نجد البعض يتبجح بالقيم الإنسانية والمبادئ النبيلة، ويظهر في فترات الهدوء كالأبطال العظام الذين لا يخشون شيئاً. لكن ما إن تأتي لحظة الشدة، حتى يتنكر هؤلاء الأشخاص لكل ما ادعوه، فتظهر تصرفاتهم النفاقية وكأنهم قد تحوّلوا إلى شخصيات مختلفة تماماً. فمن كان يدعي البطولة والمروءة يتحول إلى شخص جبان، يختبئ في الزوايا خوفًا من أن يُفضح أمره، تمامًا كما يختبئ الفأر في جحره.
وتعد هذه المواقف، التي تظهر في لحظات الضغوطات، بمثابة اختبار حقيقي للقيم والمبادئ التي يعتنقها الفرد. ففي الشدة تظهر طبائع الناس، ويصبح من الواضح الفارق بين من يظل ثابتًا على مبادئه مهما كانت الظروف، ومن يختفي عند أول اختبار حقيقي.
الشدائد إذاً ليست مجرد لحظات صعبة، بل هي المحك الفعلي الذي يظهر لك قيمة الإنسان الحقيقية، ويكشف لك ما وراء الكلمات والأفعال التي كان يعتقد البعض أنها تمثل شخصه بالكامل.