الأحد, 24 نوفمبر 2024 10:09 مساءً 0 115 0
مؤلم جدا أن نجد أنفسنا على الرف المهمل خارج الوطن
مؤلم جدا أن نجد أنفسنا على الرف المهمل خارج الوطن
مؤلم جدا أن نجد أنفسنا على الرف المهمل خارج الوطن
كتب /عبدالقادرفاضل... أن تكون بعيدًا عن وطنك هو أمر لا يمكن وصفه بالكلمات البسيطة، بل هو حالة من الاغتراب التي تتسلل إلى الأعماق لتترك وراءها شعورًا بالحزن والفراغ. ولكن، المؤلم أكثر من البعد المكاني هو أن نجد أنفسنا على الرف المهمل خارج الوطن، حيث لا نجد من يقدرنا أو يعترف بوجودنا. إنه شعور يشبه أن تُرمى في مكان ناءٍ، بعيد عن كل شيء، لا أحد يسأل عنك أو يهتم بك، حتى وإن كنت تحمل بين يديك كل ما يمكن أن يساعد وطنك على الازدهار. في الغربة، نواجه الكثير من التحديات التي قد تكون أصعب من مجرد الافتقاد للمكان أو للناس. إن الوجود خارج الوطن يشكل لنا تجربة لا تنتهي من التكيف والتأقلم، خاصة عندما لا يشعر الآخرون بوجودنا أو يغفلون عن دورنا في هذا العالم الذي نعيش فيه. تصبح هذه الغربة أكثر مرارة حين ندرك أننا نعمل جاهدين ونقدم كل ما لدينا في بلاد أخرى، بينما نُهمَل في وطننا، لا نلقى الدعم الذي كنا نتوقعه، أو لا نجد التقدير الذي نعتقد أننا نستحقه. الشعور بالهجران، والابتعاد عن الأهل والأصدقاء، أمر بالغ الصعوبة. لكن الأصعب هو الإحساس بأننا قد نكون مجرد "أرقام" أو "أشياء" بعيدة عن دائرة الاهتمام، حتى وإن بذلنا جهدًا مضنيًا لنكون أفضل نسخة من أنفسنا في الخارج. نكافح من أجل النجاح، ونبني جسورًا من العلاقات والتعاونات، لكننا نكتشف في النهاية أننا على "الرف المهمل"، بعيدون عن الأعين، غير مرئيين في ظل الإهمال الذي يحيط بنا. هذه الحالة من الإغفال ليست مقتصرة على الأشخاص فقط، بل تشمل أحيانًا المؤسسات والحكومات التي قد تكون مشغولة بأمور أخرى، فتتجاهل من هم بعيدون عن حدودها. حتى في المجتمعات الصغيرة أو بين أفراد العائلة، قد نشعر في بعض الأحيان أننا أصبحنا مجرد ذكريات عابرة، وأن العالم مستمر دوننا، كأننا خارج دائرة الاهتمام، بل خارج الزمن. إنه أمر مؤلم أن نُعامل كأننا نعيش في مكان لا يعني للأخرين شيئًا، وكأن وجودنا ليس له قيمة. نتساءل في صمت: "هل ما زلنا جزءًا من هذا الوطن؟ هل من أحد يهتم لمصيرنا؟ هل هناك من يقدّر الجهد الذي نبذله، سواء كان في الدراسة أو العمل، من أجل رفعة وطننا؟" هذه الأسئلة تظل تدور في أذهاننا دون إجابة شافية، مما يزيد من شعورنا بالعزلة. لكن، ورغم كل هذا الألم، يظل الأمل جزءًا لا يتجزأ من واقعنا. إننا في النهاية نعيش لأجل وطننا، ورغم كل التحديات والمصاعب، نعلم في أعماقنا أن كل خطوة نخطوها خارج حدود الوطن قد تكون جزءًا من بناء مستقبل أفضل. ورغم الشعور بالإهمال، لا يزال لدينا ذلك الحب العميق والانتماء لوطننا الذي لا يمكن لأي ظروف أن تضعفه. إننا لا نطلب أكثر من أن يتم الاعتراف بنا، أن نشعر بأننا جزء من هذا الوطن الكبير، حتى وإن كنا بعيدين عنه. لأن الوطن لا يعني فقط المكان، بل هو الشعور بالانتماء، والاحترام المتبادل، والدعم في أوقات الحاجة. الخلاصة: إن الوجود خارج الوطن ليس أمرًا هينًا، لكن أصعب ما فيه هو الإحساس بأنك مُهمل وغير مرئي لأولئك الذين يفترض أن يكونوا أقرب إليك. ورغم ذلك، لا يزال الأمل يلوح في الأفق، ويظل حب الوطن في قلوبنا، يتجدد ويستمر.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

Admin Admin
المدير العام

sss

شارك وارسل تعليق

بلوك المقالات

الصور

https://www.alshaya.com/campaigns/IHOP/ihop-ksa/index-ar.html?gclid=EAIaIQobChMI7sTGzbDh6AIVyZl3Ch17hAIDEAEYASAAEgKcrfD_BwE

أخر ردود الزوار

أعداد الجريدة

القنوات الفضائية المباشرة

استمع الافضل