عبدالقادرفاضل الجنابي/ في حياتنا، قد نمر بتجارب عديدة قد تضعنا في مكان لا نرغب فيه، ومن بين أصعب هذه التجارب هي الشعور بأننا أصبحنا "على الرف المهمل"، خصوصًا عندما نكون بعيدين عن الوطن. هذا الشعور لا يقتصر على الفقدان الجغرافي فحسب، بل يمتد ليشمل مشاعر الغربة النفسية والاجتماعية، حينما نشعر أن وجودنا لا يحقق القيمة المرجوة في مكان بعيد عن أرضنا الأم. الغربة وتداعياتها عندما نغادر وطننا بحثًا عن فرص جديدة، سواء كانت دراسية، عملية أو حتى بغرض الاستكشاف، نجد أنفسنا في بيئة جديدة تختلف في ثقافتها، لغتها، وربما في طرق تعاملها مع الآخرين. ورغم أن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي، إلا أن مسألة الانتماء تتأثر بشكل كبير في هذا السياق، حيث يصبح الفرد في أحيان كثيرة غير قادر على تحقيق شعوره بالانتماء الكافي. الرف المهمل: أكثر من مجرد غربة الشعور بالانعزال عن الوطن لا يقتصر على البعد المكاني، بل يمتد إلى البعد العاطفي والنفسي. في بعض الأحيان، قد نجد أنفسنا بعيدين عن دعم العائلة والأصدقاء، وعن الأنشطة الاجتماعية التي كانت تملأ حياتنا في الوطن. أما "الرف المهمل"، فهو التعبير الأنسب عن الحالة النفسية التي نشعر بها عندما يمر الزمن ونحن في مكان لا يمنحنا الشعور بالسلام الداخلي. هل نحن حقًا على الرف؟ لكن هل نحن حقًا على الرف؟ ربما لا. قد نكون في مرحلة مؤقتة نسعى فيها إلى تحقيق أهدافنا، وربما نحتاج إلى إعادة النظر في كيفية تحويل هذه التجربة إلى مصدر قوة. فقد تكون التجربة في الخارج فرصة لتوسيع آفاقنا، لتعلم مهارات جديدة، وللاستفادة من الفرص التي قد لا نجدها في الوطن. لكننا بحاجة إلى التوازن، فالبحث عن النجاح لا يعني بالضرورة التخلي عن هويتنا، قيمنا، أو شعورنا بالانتماء. إعادة النظر في معنى الوطن الوطن ليس مجرد مكان؛ إنه شعور، هو الذاكرة، هو الناس الذين يعنون لنا، هو التقاليد التي تربينا عليها. بينما نعيش خارج الوطن، قد يكون من المفيد أن نبحث عن طرق جديدة للاحتفاظ بهذا الشعور، حتى وإن كان ذلك عن بُعد. يمكننا أن نجد قنوات اتصال تحافظ على تواصلنا مع جذورنا، سواء كان عبر الذاكرة أو عبر التكنولوجيا التي تسهم في تقليل المسافة. في النهاية... قد يكون من الصعب التعايش مع فكرة أننا بعيدون عن وطننا، لكن علينا أن نتذكر أن "الرف المهمل" ليس إلا مرحلة يمكننا التغلب عليها. مع الوقت، يمكننا أن نجد طريقة لتصالح مع هذه التجربة وتوظيفها لصالحنا. الوطن في القلب، والمرء لا يمكنه أن يكون مهملًا طالما أن قلبه ينبض بحب وطنه.