اللهم إني بلغت فاشهد /عبدالقادر فاضل/
وعوده سراب لا حقيقة لها في عالم مليء بالوعود، قد يصبح الوعد أحيانًا سلاحًا ذا حدين. قد يبدو للوهلة الأولى أنه يحمل الأمل والتفاؤل، ولكنه في بعض الأحيان يتحول إلى سراب لا قيمة له، خاصة عندما يكون هذا الوعد مجرد كلمات جوفاء لا تترجم إلى أفعال. وهذا هو الواقع الذي يواجهه العديد من الناس عندما يضعون ثقتهم في شخص يعدهم بشيء ما، ثم لا يلتزم بذلك الوعد. من المؤسف أن نعيش في عصر تعددت فيه الوعود، ولكن نادراً ما نجد من يفي بها. الوعود في هذا السياق ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي مسؤولية وأمانة، وهي تمثل جزءًا من الأخلاق الإنسانية التي يجب أن يتمسك بها الجميع. فالوعد يعكس شخصية الإنسان ومدى مصداقيته. لكن، عندما يتحول الوعد إلى كلام فارغ بلا ترجمة واقعية، فإن ذلك يؤثر بشكل سلبي على العلاقات الإنسانية ويسبب خيبة أمل كبيرة. الوعود التي تتحول إلى سراب إن الوعود التي تتحول إلى سراب ليست مجرد حالة عابرة، بل هي نمط سلوكي يمكن أن يظهر عند الأشخاص الذين يتخذون من الوعود وسيلة لتحقيق أهدافهم الشخصية أو للحصول على بعض المكاسب في لحظة معينة. لكن مع مرور الوقت، تتكشف الحقائق وتظهر الأكاذيب. ولعل أكبر الخسائر التي يتعرض لها الإنسان في هذه الحالة هي خيبة الأمل التي يشعر بها بعد أن يكتشف أن الشخص الذي كان يثق به قد خدعه. الوعود التي لا تتحقق يمكن أن تؤدي إلى شعور بالخذلان، وتؤثر على العلاقة بين الأفراد. قد يفقد الشخص الذي تعرض للخيانة الثقة في الآخرين بشكل عام، ويبدأ في التشكيك في نواياهم. وهذا يشكل تهديدًا كبيرًا للتواصل الفعّال والصادق بين الناس. التصرف الصحيح تجاه الوعود الفارغة من المهم أن نتعلم كيف نواجه هذه المواقف بشكل صحيح. إذا كان شخص ما قد أخلف وعده مرارًا وتكرارًا، فليس من الحكمة أن نبقى في حالة انتظار دون تصرف. علينا أن نتحلى بالحكمة في التعامل مع مثل هذه الشخصيات وأن نتخذ قراراتنا بناءً على الأفعال وليس الأقوال. إن تكرار الوعود دون الوفاء بها لا يعني سوى أن الشخص لا يستحق ثقتنا. لذلك، يجب على الجميع أن يتعلموا درسًا مهمًا: "لا عذر لمن يخلف وعده". فالكلمة الصادقة يجب أن تكون أساس العلاقات الإنسانية، وأي شخص لا يلتزم بما وعد به لا يمكن أن يكون محل ثقة. وقد تكون أقوى طريقة للرد على الوعود الكاذبة هي الابتعاد عن الشخص الذي لا يحترم كلمته والبحث عن من يستحق الثقة والاحترام. الخاتمة في النهاية، لا يجب أن ننسى أن الوعود هي أداة قوة في أيدينا، ولكنها تصبح ضعيفة وسلبية إذا لم نكن قادرين على الوفاء بها. وقد يكون الرد الأبلغ على من يكرر الوعود الكاذبة هو التصرف بحزم وعدم القبول بأي مبررات. فالوعود الصادقة هي أساس بناء الثقة والعلاقات المتينة، أما الوعود الكاذبة فهي سراب لا يجلب إلا الألم والخيبة.