قال تعالى في محكم كتابه الكريم ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) المائدة 55 أتفق المفسرون على أن هذه الآية نزلت في حق أمير المؤمنين علي أبن ابي طالب ( ع) وهو أول من صدق رسول الله محمد (ص) بمبعثه ونبوته وهو لما يزل صغيرًا والذي قال عنه رسول الله محمد (ص) علي أول من صدقني وهو الصديق الأكبر فكيف أرثيه في ذكرى أستشهاده وهو من قال فيه رسول الله محمد (ص) ياعلي لا يعرف الله إلا أنا وانت ولا يعرفني إلا الله وانت ولا يعرفك إلا الله وأنا فكيف أرثي من كان للحق ميزانًا وللعدل منارًا وللإنسانية عنوانًا كيف أرثي من قال عنه أصحابه في أول يوم تولى الخلافة فيه (لقد زينت الخلافة ومازانتك ورفعتها وما رفعتك وهي إليك أحوج منك إليها) كيف أرثي من كان الله في صدره عظيمًا وبذاته عليمًا وكان خفيف المؤونة كثير المعونة كيف أرثي من كان للدين ناصرًا وللحق ظاهرًا لم تغره الدنيا وزبرجها وهو القائل يادنيا غري غيري كيف أرثي من كان يكنس بيت المال ويرشه بالماء مخاطبًا إياه ( أشهد لي يوم القيامة بأني لم أحبسك عن المسلمين ) كيف أرثي من كان للبلاغة إمامًا وللفصاحة عنوانًا وللدين يعسوبا كيف أرثي من كان بيت الله مولده والمسجد مكان أستشهاده كيف أرثي من كان أول المسلمين إسلاما واكثرهم إيمانًا وأبلغهم حجة وأكثرهم معرفة بالقضاء لا بل هو القضاء نفسه كيف أرثيك سيدي وأنت من ساوى بين الناس ولايداري أهل الجاه والنفوذ ولم يغدق أموال الأمةً على الإصحاب والأنصار ولم يحاب أو يجامل أقرب الناس إليه ولا تأخذه في الله لومة لائم كيف أرثيك وأنت أمام الكل والكل محتاج أليك ( إن أحتياج الكل أليه وأستغناءه عن الكل دليل على احتياج الكل اليه ) بحثت في قاموس اللغة عن كلمات تصل الى مقامك وسموك ورفعتك لتليق برثاء يليق بك وبمقامك الشريف فلم أجد فتهت ببحرك اللجي ياسيدي يامن شرف الله مقامك وجعلك منارًا ونبراسا للمسلمين عظم الله لنا الآجر باستشهادك ولا أظلنا بعدك كانت حياتك مفاتح للخير مغالق للشر لذلك أستهدفتك الفئة الباغية فكان أستشهادك فوزًا عظيمًا لك حينما قلت فزت ورب الكعبة فالسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيًا