بقلم ، عبدالقادر فاضل/ الساعة الثانية عشر ودقيقة واحدة من عمر زماني الجديد هذه الدقيقة تسللت الى داخل ... برجي دون استأذان .. دون طرق الباب .. بل حتى بدون كلمة . هكذا وجدت شبحا قادما من البعد يلهث قفز من خلف الافق عبر الصحاري ... نظرت اليه بتمعن ومن خلال خوفي الذي يسكن اعماقي تمعنت في بطاقته الشخصية : الاسم : عام جديد العمل : هائم على وجهي لكل العالم العلامة الفارقة : البعض يستبشر خيرا بقدومي والبعض الاخر يخشاني العمر : 50 أخطو اولى خطواتي في الرقم 51 ياه ... عمر طويل ايها الشبح القادم وانت تضغط بيديك على أعناقنا . وتدك احيانا آمالنا وكل خواطرنا لا ادري هل انت عجوز خائر , ام طفل يبدأ مساره في هذه الحياة ؟ وثم فوق كل ذلك لاادري من اخاطب فيك ؟ هل اخاطب الشيخ الكهل ؟ ام هذا الطفل الذي يضع ابهامه في فمه ؟ هل اخاطب فيك التجارب ام اناغي فيك الطفولة ؟ ايها القادم من بعيد ماذا ورائك ماذا بين ذراعيك ؟ ماذا تخبئ بين جنباتك ؟ انت ملتحف الغموض ولست ادري هل ابحث في وجهك عن البسمة . ام ياترى سأرى انهار الدموع لا ارى لحد الان وجهك من قفاك لان الليل قد ارتداك ! ولكن غدا يومك الاول سأراك بالوضوح اتساءل لماذا تتسلل الينا في الظلام ؟ لماذا تبدأ حياتك في الليل يقولون دوما ان الطفل عندما يولد ليلا يكون دائما مزعجا باكيا يصيح ! وانت ياترى هل ستكون مثل الطفل الذي يولد في المساء ؟ احترت انا في من اخاطب هل اعدد مزايا الايام الماضية ؟ ام احمي ايامك التي بدأت في هذه الدقيقة ؟؟ ان تلك الايام التي مضت زرعت الخوف في اعماقي لا اذكر انه كانت هناك بعض الابتسامات لكن اكثر الايام عصرتنا وجعلت اعماقنا تقطر آلامها قطرة قطرة . ملت ابصارنا وهي تتطلع الى الافق اي اننا كنا نضحك حينا ونبكي احيانا كثيرة . وانت ايها الشيخ الجليل كنت كمن يراقب كما الذي يحمي الابتسامات حتى يسجلها في لوح القدر ولست ادري ماذا كتبت في لوحك ؟ انا اخاطب الان شبحين احدهما اعطانا قفاه ! والاخر مقبل علينا لا ادري فحواه عيناي تنظران الى الامام في مايشبه التضرع . واحمد الله انني اتضرع الى الباري عز وجل وليس الى بشر انني امل من الخالق ولا اتأمل من الخلق ! انني ابتهل الى الله وكل ماعدا ذلك باطل ! ايتها الايام القادمة ازرعيني في حقل الدنيا شجيرة ذات معين لاتنضب ايتها السويعات القادمة اجعليني سطرا بلا نقطة .... نهاية . ثم ايتها الايام القادمة انزعي الخوف من صدري .. لان الايام التي مضت اجندة السنة الماضية كانت حافلة بكل مايرهق العقل والذهن حتى اصبحت الخشية ردائي . اما انا فسوف انام واصحوا غدا انشاء الله لادون تواريخ الايام وأبدأ في عد الدقائق والساعات لانها البداية واجد ان كل ماتغير ماهو الا سنة جديدة ادون بها تاريخ الايام واغير الرقم 0 الى 1 وبهذه العملية سأجد نفسي لا اراديا اخطئي في السنة حتى تمر عدة وريقات من الاجندة الجديدة . فعسانا واياكم بالافراح ونحيا المسرات ثم انها كلها امنيات معلقة على صدرك ايها القادم الجديد ايامنا القادمة مازالت بذرة وغدا تتشقق الارض ونرى النبتة كل حياتنا انتظار وايامنا نظرة امل ونلهف ما خلف الافق البعيد ياايتها الايام المؤلمة وياأيتها السويعات المتلهفة نامي في خدر الليالي حتى ينبثق الصبح ونسكن في حضن الايام الجديدة ونرتدي الامل ....