الأحد, 29 مايو 2022 10:03 مساءً 0 255 0
عن الأحلام و(نستلة مارس) – زيد الحلّي
عن الأحلام  و(نستلة مارس) – زيد الحلّي
كلنا نحلم ، وكلنا نتخيل ، وحلم الطفولة وتخيلاتها يبقى هو الابهى ، والاكثر لصقاً في الذاكرة ، فالخيال يعني التمرد على ظروف الزمان والمكان .. في طفولتنا ، كان حلمنا كبيراً بقدوم العيد والعيدية ، وبضحكة امنا ، واللعب مع الاقران ، ومع سنوات يفاعتنا ، اتسعت احلامنا وتخيلاتنا ، فكنا نتمنى ان نكون مثل الرياضي فلان ، او الفنان علان ، وتكثر مطالباتنا في الحصول على نستلة مارس الإنكليزية بسعرها المعروف (60 فلساً ) و( لفة همبرغر ابو يونان) بأربعين فلسا ، والذهاب الى منطقة ( بارك السعدون ) وهي ساحة خضراء تقع في شارع النضال من جهة ساحة الاندلس وسط بغداد من اجل المشاركة في ملاعبها الراقية ، والنظر خلسة الى الصبايا اللائي يكبرنا سناً وهن يلعبن بمزلاجات ( الرول سكيت ) ويدورّن حول الساحة ، ومع مغادرتنا يفاعة العمر، نجد انفسنا تحت عباءة المراهقة ، فالزغب الواضح للعيان ، وهو الشعر الخفيف الذي يغطي معظم مناطق جسم الشاب ، ويظهر جليا على شكل شارب ، مشكلا علامة الرجولة المبكرة .. وباختصار اقول : الانتقال من الطفولة إلى يفاعة العمر تبدأ نواة شخصياتنا وأمزجتنا في الاستقرار النسبي الضئيل ، لكن مع سنوات المراهقة والاقتراب من النضج الحياتي تتوضح رؤانا ، لتكون القراءة سبيلنا الى فهم ملامح المستقبل .. والى جانب تنوّع حالات الزمان التي تمرّ على الإنسان، ولكن حاله يبقى واحداً اوحدا في كلّ حال ! وفي دوران الحياة ، نجد من خابت احلامه وتخيلاته ، بسبب ربما خارج عن نطاق الشخص ، او انه تعب او استعجل الوصول الى مرماه حيث اتخذ من السراب سبيلا ، وهناك من سار بهدوء وروية على طريق الوصول الى هدف مرتجى ، فتحققت احلامه وتخيلاته ، مؤكدا إن الإرادة هي التي تحكم البشر، وليس المكان أو الزمان أو الناس ، فمن تمسّك بمرساة الواقع ، واستلهم ابعاد المستقبل ، يبقى ناجحا ومعطاء. هي ليست دعوة ، لوضع لاصق على الاحلام والتخيل ، بل علينا معرفة حقيقة كواليس الدنيا وأزقتها ، فان لم يستطع الإنسان السير مع الزمن، فالزمان قادر على أن يسير دونه!. تحية لأصدقاء عالم طفولتي ، واحباب يفاعتي ، وزملاء مراهقتي واغصان مودتي من أترابي وصنوي في الحياة والمهنة الذين اتواصل معهم .. لكم جميعا انشد ما قاله الشاعر فاروق جويدة في قصيدته “سترجع ذات يوم” هذه الأبيات: أضعنا العمرَ شوقاً.. و انتظاراً وتحملني الأماني حيث كنا فأسأل عن زمان ضاع منا وأعجب من ترى يغنيك عنا فهان الحبُّ يا قلبي.. وهِنَّا؟

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

Admin Admin
المدير العام

sss

شارك وارسل تعليق

بلوك المقالات

الفيديوهات

الصور

https://www.alshaya.com/campaigns/IHOP/ihop-ksa/index-ar.html?gclid=EAIaIQobChMI7sTGzbDh6AIVyZl3Ch17hAIDEAEYASAAEgKcrfD_BwE

أخر ردود الزوار

أعداد الجريدة

القنوات الفضائية المباشرة

استمع الافضل