عبدالقادر فاضل / في عالم المحاماة، حيث يُتوقع من المحامي أن يكون حاملًا للعدل ومدافعًا عن الحق، تبرز بعض المبادئ الأساسية التي يجب أن يلتزم بها كل محامٍ مهما كانت الظروف. أحد أبرز المفكرين القانونيين، قال: "لا تكذب، ولا تعِد بما ليس بيدك، فأنت لست صاحب قرار، ولا مسؤولًا عن النتائج. هذه الكلمات تعكس رؤية عميقة لدور المحامي الذي يجب أن يحافظ على نزاهته وصدقه في جميع مراحل القضايا التي يتعامل معها. المحامي ليس مجرد مدافع عن موكليه بل هو شخص يجب أن يكون أولًا وقبل كل شيء إنسانًا. فالمحامي الناجح ليس من يحقق الانتصارات بأي ثمن، بل من يحافظ على قيمه الإنسانية وأخلاقياته، حتى في أصعب المواقف. فالمحامي الذي يسعى للفوز بأي وسيلة، حتى على حساب الحقيقة أو الأخلاق، هو في الواقع الخاسر الأكبر. كما يُقال: لا تكسب دعوى وتخسر نفسك. هذه العبارة تلخص الفلسفة الأخلاقية التي يجب أن يتبعها كل محامٍ، إذ لا قيمة لأي انتصار إذا جاء على حساب المبادئ. وعلى الرغم من التحديات التي قد يواجهها المحامون في بعض الأحيان، لا يجوز لهم اللجوء إلى أساليب غير قانونية أو غير أخلاقية لتحقيق أهدافهم. فالمحامي الذي يقبل الرشوة أو يشوه الحقائق من أجل كسب قضية معينة يصبح مجرمًا في نظر القانون والمجتمع، حتى وإن كانت القضية نفسها رابحة. فالرشوة وتظليل الحقائق لا تعني سوى خسارة حقيقية للمحامي، لأنه بذلك يخسر ذاته ومبادئه، ويصبح جزءًا من دائرة فساد لا تنتهي. في النهاية، لا يجب على المحامي أن يتفاخر بنجاحاته إذا كانت هذه النجاحات قد تم الحصول عليها بأساليب ملتوية. فالمحامي الحقيقي هو الذي يحقق النجاح بصدق وموضوعية، ويضع العدالة في المقام الأول. يجب أن يدرك المحامي أن محوريته الحقيقية تكمن في تمسكه بالقيم الإنسانية والمهنية، وألا يسمح لأي موقف أن يهدد نزاهته أو يضعف إيمانه بالعدالة. في الختام، تظل المحاماة مهنة نبيلة تقوم على أسس من العدالة والنزاهة، ويجب على المحامي أن يظل دائمًا حريصًا على الحفاظ على قيمه الإنسانية وأخلاقياته، مهما كانت الضغوط أو المغريات