السبت, 20 يناير 2024 11:41 مساءً 0 179 0
مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-3) قيمة الشهادات الجامعية في العراق/ ضياء المياح/ .
مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-3) قيمة الشهادات الجامعية في العراق/ ضياء المياح/ .
مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-3) قيمة الشهادات الجامعية في العراق/ ضياء المياح/ .

ما يحدث في العراق لا يحدث في دول اخرى. الكل في العراق يسعى جاهدا للحصول على الشهادة الجامعية. الكل يحمل أو سيحمل عما قريب الشهادة الثانوية التي تؤهله للدراسة الجامعية. الكل قادر أو سيقدر ماليا في الوقت الحاضر أو في المستقبل القريب على الانخراط في الدراسة في الجامعات الأهلية. الكل مصمم على الحصول على الشهادة الجامعية. فما الحكاية؟ اسألوا العراقيين وغير العراقيين ممن يعيش في أمريكا وأوربا الغربية واستراليا وكندا وغيرها من الدول المتقدمة قبل الدول النامية، اسألوهم؛ هل إن جميع مواطني هذه البلدان كالعراقيين قادرون على الحصول على الشهادة الجامعية؟ هل معظمهم يفكرون ويسعون ويقدرون على الدراسة الجامعية؟ الجواب بالتأكيد لا وألف لا. ليس بالضرورة أن يكون جميع المواطنين يحملون شهادات جامعية أو يفكروا في الحصول عليها لصعوبة الأمر ولعدم الحاجة إليه أصلا. الكل في العراق يسعى جاهدا للحصول على الشهادة الجامعية لاسيما مع هذا العدد الكبير من الجامعات الأهلية. صار الحصول على الشهادة الجامعية في العراق أمرا ليس صعبا كما هو الحال في الدول المتقدمة أو حتى على الأقل كما كان داخل العراق في السابق حتى أصبحت الشهادة الجامعية لا قيمة لها. السؤال الذي يجب ان يُطرح هنا هو؛ لماذا هذا السعي الحثيث من قبل الجميع للحصول على الشهادة الجامعية؟ الموضوع كبير ولا يختزل بمقالة صغيرة! ولكن يمكن أن ندخل الموضوع من زاوية صغيرة جدا منه إذا عرفنا قيمة الشهادة الجامعية في العراق. ولمعرفة قيمة الشهادة الجامعية في العراق، تتزاحم الأسئلة والملاحظات المتعددة والمتنوعة والتي تحتاج إجابات وتعليقات من المواطنين والمسؤولين والمختصين والمعنيين بهذا الأمر. فيحق لنا أن نسأل المواطنين قبل المسؤولين؛ لماذا الشهادة الجامعية مهمة؟ لماذا هي مطلوبة في حياتنا؟ هل لأغراض العمل ام التباهي بها أمام الآخرين؟ وما فائدة الشهادة الجامعية إذا لم تحقق لحاملها عملا أو ترتقي بعمله المتوفر؟ إذا أردنا أن نعطي للشهادة الجامعية وزنا، فكم تشكل في حياتنا؟ وإذا أخذنا جانبها المالي، وقارناها بالعمل بدون شهادة جامعية أو بالزواج أو بالالتزام العائلي والاجتماعي أو الترفيه عن النفس وراحة الجسد وغيرها من أمور الحياة وضرورياتها، أين موقعها بين هذه المستلزمات؟ فإذا استطعنا أن نحصل على أجوبة لهذه الأسئلة، سنعيد صياغة نفس الأسئلة الآنفة الذكر للمسؤولين والمختصين قبل المواطنين مع وصف الحصول على هذه الشهادة. فنقول وإن جاءت الشهادة الجامعية بدون جهد جهيد! وأن تحصلت بدون دراسة حقيقية وبدون تضحية وبدون حضور للجامعةّ! وإن تحققت الشهادة مقابل القسط الدراسي المدفوع، بمجرد توالي الأيام والأسابيع والأشهر والسنوات. في بعض الجامعات الأهلية، تأتي الشهادة اليك وأنت جالس في بيتك أو وأنت تزاول عملك. فقط أدفع قسطا تنجح صفا. ثم ما الذي يفرق للجامعة بمدرسيها وإداراتها واجراءاتها، أو ما الذي يفرق للوزارة بمؤسساتها ومسؤوليها، أو ما الذي يفرق للمجتمع وللبلد إن تم الحصول على الشهادة الجامعية باستحقاق أو بدون استحقاق؟ وما هي المشكلة أن تحققت بيسر وبدون تضحيات كبيرة؟ ما الذي يفرق إن حصلنا على الشهادة الجامعية بدون حضور؟ أين المشكلة في الحصول على الشهادة الجامعية بسهولة من قبل الجميع أو الأعم الأغلب من أبناء الشعب. الإجابة على هذه الأسئلة قد تفسر لنا سر التوجه الكبير لمعظم أفراد المجتمع العراقي للحصول السهل على الشهادة الجامعية! سيأخذ معظم العراقيين شهادات جامعية في السنوات القادمة وربما ندخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعدد حاملي الشهادات الجامعية قياسا بعدد نفوس العراق. كثير من هذه الشهادات ستكون قيمتها لا تتعدى قيمة ورقها فقط ليس إلا! الشهادة ستكون للتفاخر والزواج وللكسب غير المُستحق. وسنجد أصحاب شهادات لا علم لهم في اختصاصاتهم وكأنهم لم يدرسوا يوما في اي جامعة. وقد نصل لزمن وربما وصلناه يكون فيه خريج الجامعة لا يستحق أن يصل لمرحلة الثانوية وليس الجامعة. أعتقد أننا وصلنا لمرحلة لا نميز فيها هذا النوع من حملة الشهادات الجامعية عمن حصل عليها بجدارة واستحقاق وهم قليلون، فقد أُهملت المعايير وضاعت الاستحقاقات والفرص. نحن لا نتحدث عن الشهادات الأجنبية المستوردة ولاعن الشهادات العليا فتلك أمرها أمر وحالها حال. وبجمع صورة مشتركة للشهادات الجامعية الأولية والعليا المحلية والخارجية، يمكن أن نتوقع الكثير والكثير عن مستقبل العراق. إننا نكتب ونعرف إن لا أحد من المعنيين بالموضوع يقرأ لنا وهو غير مستعد لسماع مثل هذه الأفكار، إن لم نقل إن مثل هذا الطرح غير مهم له أو لا يعنيه وإن كانت مسؤوليته التربية والتعليم العالي او التخطيط. ورغم كل هذا، نرى إن الموضوع مسؤولية الجميع، كل من موقعه وبحسب إمكانياته، فان تشعل شمعة صغيرة خير من أن تلعن الظلام. ما نحتاجه إعادة هيكلة التعليم العالي لتكون مخرجاته تتناسب والتغيرات التي حصلت في جميع مجالات الحياة. نحتاج خريجي جامعات قادرين على أن يبنوا البلد لا أن يهملوه ولا يتركوه بيد العمالة غير العراقية التي غزت وستغزو العراق أكثر وأكثر

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

Admin Admin
المدير العام

sss

شارك وارسل تعليق

أخبار مقترحة

بلوك المقالات

الفيديوهات

الصور

https://www.alshaya.com/campaigns/IHOP/ihop-ksa/index-ar.html?gclid=EAIaIQobChMI7sTGzbDh6AIVyZl3Ch17hAIDEAEYASAAEgKcrfD_BwE

أخر ردود الزوار

أعداد الجريدة

القنوات الفضائية المباشرة

استمع الافضل