الاخبار الجيدة ، تسري في الوجدان الجمعي للمجتمع ، مسرى الفرح ، ومن هذه الاخبار التي سعدتني ، وودتُ الاشارة اليها حتى نسجلها في ارشيف المسيرة المتميزة التي يعيشها العراق ، هي الاقبال المتزايد للاستثمار الاجنبي نحو العراق ، ولاسيما في الاشهر التسعة الاخيرة ، وقد رصدت هذه الظاهرة المفرحة التي تؤكد حالة الأمان التي يشهده العراق ، السيدة " ليالي عابدين " رئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وكالة ضمان الاستثمار المتعددة الأطراف التابعة للبنك الدولي، والتي تعمل في العراق منذ عام 2010 ، حيث اكدت انها رصدت ظاهرة إقبال الاستثمار الاجنبي على العراق بقيمة 24 مليار دولار في تسعة أشهر.
هذه الشهادة من ممثلة البنك الدولي، مهمة جدا ، ومفرحة جدا ، فهي تؤكد صواب السياسة الحالية التي ينتهجها الجهد الحكومي الذي يقوده بأقتدار وحنكة ، السيد محمد شياع السوداني ، رئيس الوزراء ، الساعية الى تهيئة مناخ وبيئة استثمارية واعدة ، المتمثلة في منح التسهيلات والمزايا والضمانات المتعددة لجذب الاستثمارات الاجنبية للمشاركة في عملية التنمية والاستفادة من فرص انتقال عناصر الإنتاج من عمل ورأس مال وانتقال التكنولوجيا والمهارات الإنتاجية للبلد ..
ان خطوات الجهد الحكومي ، واضحة في تشجيع رأس المال المحلي والأجنبي، ودعوته للتدفق داخل السوق المحلية ، من خلال خلق مناخ استثماري جيد يوفر الطمأنينة للمستثمر ويؤمن مخاطره، وخاصة أن انسياب الأموال من الخارج في شكل عملات أجنبية يلعب دوراً أساسياً ، في تخفيف العبء على ميزان المدفوعات.
ومن هنا تأتي أهمية السياسة الاستثمارية للدولة وأهمية أن تكون هذه السياسة جزءً من السياسة الاقتصادية الكلية وضمن استراتيجية التمويل الاقتصادي والالتحاق بركب الاقتصاد العالمي، وليس سياسة محدودة الأهداف ، فلقد تزايدت اهمية الاستثمار الاجنبي المباشر خلال السنوات القليلة الماضية عالميا ، كأحد اهم مكونات تدفقات رؤوس الاموال للدولة المضيفة ، كونه يحظى بعدة مزايا محفزة للتنمية الاقتصادية وداعمة للتنمية المستدامة ، والعراق بدأ مؤخرا في تهيئة كل مستلزمات الاستثمار الاجنبي ، وبذلك سنشهد انطلاقة تنموية كبيرة وبمستويات عالمية ،
ان تغليب الإرادة الوطنية، من خلال إصدار قرارات ومتابعات ميدانية لتشجيع الاستثمار ، أجده درساً مهماً ونبراساً يجب أن يحتذى به من الجميع ، وصدق القائل: خير للإنسان أن يكون كالسلحفاة في الطريق الصحيح من أن يكون غزالاً في الطريق الخطأ. نعم.. ومن المهمّ أن نصنع حلماً من الحياة، وأنْ نصنع واقعاً من الحلم..
حيا الله الرجال العاملين في الجهد الحكومي بمجلس الوزراء، الذين يذكروننا بأجدادنا الذين زرعوا اشجار النخيل ، لنتذوق تمورها بعد عقود من الزمن .. فالاستثمار بذرة نأكل ثمارها في لاحق السنين ، ان وفرنا لها تربة صالحة وخدمة السقي والمتابعة والحماية من هزات الايدي الجاهلة !