كتبت عن الدراسة والتميز في الحياة فكتبت لي أحدى طالباتي تقول؛ أنه لن يسمح لنا بالتميز في بلدنا أو أن ذاك التميز غير مطلوب أصلا وأنها بانكسار سئمت من البحث عن عمل بعد الشهادة لأن من يحصل على الوظيفة (الحكومية أو الخاصة لاسيما في الشركات الكبيرة منها) ليس المتميز بل من هو/هي مسنود/ة الظهر بمسؤول أو ممن وصفتهم بأنهم يملكون أذرعا قوية يتكئون عليها عند التقدم للوظيفة وعند الحصول عليها واستحقاق المزايا. ونحن، كما تقول طالبتي، المتميزون الجاهدون في البحث عن ثمرة التخرج ما لقينا غير الأبواب المغلقة وما جنينا غير السراب.
وبدمعة تطالبني طالبتني بالحل!!
كثير من طلبتي يتذكرون أنني كنت أقول لهم دائما وبصوت عال وموجوع لا تتكاسلوا أو تناموا وأنتم تنتظرون الوظيفة الحكومية الروتينية السهلة كنهاية المطاف لدى الكثير من الشباب لأنها ليست الوظيفة المثلى لبناء شخصيتكم الوظيفية الناجحة. الوظيفة الحكومية هي هروب من الجد والاجتهاد، هي فقط انتظار الراتب والإجازة، ثم بناء البيت وترقب الزواج والأولاد!! وإن استمرت لسنوات فلن تكون إلا لمنصب أو لزيادة في الراتب. وقد يقول أي واحد منكم؛ إنها الحياة وهذا هو المطلوب!! فما هو الضرر؟
الضرر بل كل الضرر في ندرة الفرص وأنت تنتظر أن تشغل وظيفة يتنافس عليها المئات والآلاف وستقل الفرص بقادم الأيام وكثرة الخريجين مع الزيادة في أعداد السكان والوافدين للعمل في البلد. كل الضرر في الوقت المهدور والأمل المفقود والحسرة المتزايدة في الانتظار لسنوات عديدة لشيء غير مؤكد تحققه. لهذا سألت الطلبة أن يفكروا وهم على مقاعد الدراسة وقبل التخرج بطريقين تكون الوظيفة الحكومية ثالثهما ويكون أولهما هو العمل في الشركات الخاصة كبديل للوظيفة الحكومية لا عيب فيه. أما الطريق الثاني والمهم جدا هو بناء عالمهم الوظيفي بأنفسهم او مع أهاليهم أو أن يتحدوا كمجموعات عمل. وكنت دوما أضع في اعتبارهم كطلبة تخصص ..... الذي أٌدرُسه في الجامعة؛ بأن تخصصهم مليء بالفرص المتعددة والمتنوعة مقارنة بالاختصاصات الأخرى مع جل احترامي وتقديري لكل الاختصاصات.