هل هناك ثمة علاقة مباشرة بين تحركات وتدخلات سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في العراق رومانسكي والتي شملت كل المسؤولين العراقيين تنفيذيين وتشريعين
و رؤوساء الأحزاب والكتل السياسية الشيعية والسنية والكردية على حد سواء وتدخلها بالشأن الداخلي العراقي وقرار ألرئيس الاميركي بايدن بإعلان تمديد حالة الطوارئ في العراق لمدة ستة اشهر أخرى خلافًا للاعراف والموثقين الدولية
فمن المتعارف عليه دوليًا ان من حق أي رئيس دولة اعلان حالة الطوارئ لأية أسباب قانونية أو قاهرة لكن الرئيس الامريكي لم يعلن حالة الطواريء في الأراضي الامريكيه أو في أحدى ولايتها الخمسين
لكنه اعلن تمديد حالة الطواريء في العراق والتي تعتبر وفق ميثاق الأمم المتحدة والأعراف والمواثيق الدولية أنها مستقلة وذات سيادة
لكن واقع الحال بعد التمديد يقول غير ذلك فأعلان تمديد حالة الطوارئ وتحركات السفيرة الامريكية وزياراتها للوزارء وتدخلها المباشر في عمل الوزرات يدل أن علاقة مباشرة بين الأمرين وإن امريكا هي من تدير الحكم بالعراق ًوتتحكم بأدق تفاصيله لا بل وصل الأمر بالسفيرة أن تتدخل وبشكل مباشر في أدق تفاصيل موازنة عام 2023 والتي لازالت تناقش في البرلمان عبر لقائها المباشر برئيس البرلمان الحلبوسي ووزيرة المالية قبل إرسال الموازنة الى البرلمان وهذه التدخل المباشر يدل على ان دولة العراق وحكومته لا تزال تحت الاحتلال الامريكي المباشر وأن من يدير أمور الحكومة هي السفيرة الأميركية في بغداد
على الرغم من أن معاهدة إتفاق الإطار الإستراتيجي الموقع بين العراق وأمريكا عام 2011 انهى الاحتلال الأمريكي للعراق واعاد السيادة للحكومة العراقية لكن على ما يبدو على الورق فقط !!
وما تحركات السفيرة ووتدخلها بشكل سافر بالشأن العراقي والذي وصل الى حد لايطاق
فقد وصل الأمر بها الى أفتتاح مبنى داخل بغداد للحلويات يحمل احدى الماركات الغذائية الأميركية
فهل يعني ذاك ان هناك ثمة إتفاق آخر تم إبرامه سرًا دون الاعلان عنه وهو من يخول السفيرة بأن تتصرف وكأنها الحاكم الفعلي للعراق تنازلت بموجبه حكومة الإطار عن سيادة العراق لصالح الأحتلال الامريكي مما جعل السفيرة وبايدن أن يتوليا زمام الأمور في العراق وفرض حالة الطوارئ
أم ان ذلك الاتفاق غير موجود على أرض الواقع وما تقوم به السفيرة هو خارج صلاحيتها وبعيد عن العرف الدبلوماسي ويعتبر تدخلًا سافرًا في شوؤن العراق الداخلية وما قام به بايدن من إعلان حالة الطوارئ يعتبر تدخلًا بشؤون دولة مستقلةهو الآخر يراد منه انتزاع السيادة العراقية بالقوة عبر هذا الأعلان فالرئيس بايدن لم يتستطع إعلان حالة الطوارئ في افغانستان عند الانسحاب الجيش الامريكي منها لعدم وجود سند قانوني يسمح
وإلا فما معنى هذا التصرف الفج والتدخل السافر لتصرفات السفيره الأمريكية والتي تتصرف باعتبارها كحاكم مطلق الصلاحية للعراق والتي لا يمكن لأي دولة ذات سياده ان تقبل بهكذا تصرفات
وكيف تسمح لنفسها بأن تتدخل في موازنة دولة اخرى وبأي حق تفعل ذلك ؟
ومن سمح لها ان تستقبل سفراء الدول الأخرى وتوجه لهم التعليمات دون ان يكون لها صفه رسمية سوى كونها سفيرة لبلادها في العراق !؟
فلم يحدث مثل التدخل حتى في زمن الأنتداب البريطاني للعراق فقد كان المندوب السامي البريطاني آن ذاك محدود الصلاحيات وهناك خطوط حمر لا يمكن تجاوزها من قبله
اما السفيرة الامريكية فنراها توجه التعليمات وتصدر الأوامر للوزراء والحكومه لا بل الى أصغر موظف في الدوله دون أدنى أعتراض أو توجيه رسالة إحتجاج ضد تصرفاتها وتدخلها بالشأن العراقي من قبل وزارة الخارجية العراقية
وبناءا على تقاريرها الى الحكومة الامريكية فقد اصدر الرئيس بايدن اعلان تمديد حالة الطوارئ في العراق لمدة ستة أشهر اخرى
فمن هو الحاكم الفعلي للعراق ؟
وعن أية سيادة تتحدثون