فم مفتوح .. فم مغلق قطار بغداد – البصرة .. خائب – زيد الحلّي
لمن اوجه عتبي ، او بالأحرى لمن ارسل سطوري ؟ لم اجد جوابا ، فالكل وضع طينا على اذنه ، وملأ التراب عينه ، فلم يعد يسمع او يرى .. لذلك وجدت ضرورة نشر هذه الرسالة المفتوحة ، وآمل ان تصل الى من بيده الامر من مسؤولي دائرة السكك العراقية ، فالموضوع يخص القطار اليومي المصون الذي ينقل المواطنين من بغداد الى البصرة وبالعكس .. هذا القطار الذي سيدخل موسوعة “غينيس ” بسوء الخدمات ، ففي صالات المنام التي ينبغي ان تكون فيها الخدمات جيدة نرى العكس ..
ان المواطن الذي يحجز صالة منام في عربة (vip) يتصور انه سيجد التكيف والأسرة والفرش النظيفة ووجبة طعام لائقة تناسب سعر التذكرة العالية ، لكنه يفاجئ ان فرش المنام تحول لونها الى الصفار والارضية لم تطلها يد التنظيف ، اما الحمامات فحدث عنها ولا حرج ..
لقد كان الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل بالصوت والصورة عن حالة قطار بغداد / البصرة ، ولاسيما صالات المنام ، واعني الدرجة الاولى ، مؤلم ويدعو الى الخجل ..وحين شاهدته ، شعرت بالقشعريرة لحال راكبي الدرجات الاعتيادية . لان مدة سير هذا القطار طويلة ، ما يستدعي زيادة الخدمة لركابه ، حيث تستغرق 10 – 12 ساعة، ويعمل ليلاً ، والقطار يفتقر الى مطعم او كافتيريا ( مناسبة ) تليق بالركاب ، وتلبي الاحتياج الضروري ، ففي سابق الزمن كان في القطار مطعم راق يقدم وجبات لجميع ركاب القطار في قاطرة مستقلة ، جميلة التأثيث تضم كل مستلزمات المطبخ الحديث .
ومعروف ان أول إدارة للسكك الحديد في العراق انشأت في أيلول من عام 1916 وهذا يدعونا الى تذكير الادارة العليا في هذه المؤسسة المعمرة ، بمهامها بضرورة انعاش هذا المرفق المهم ، والسعي الى تطوير ونظافة قطار بغداد / البصرة ، وهنا نقترح ان يوفد مسؤول مهم في الدائرة ، دون اعلام مسبق للعاملين في القطار ، للوقوف ميدانيا على العربات وصالات المنام ، فالدور الذي يلعبه قطاع النقل على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والعمراني لا يمكن تغافله أو التغاضي عنه، لأن النمو والازدهار اللذان يتحققان في هذا القطاع يمتد تأثيرهما ليشمل جميع القطاعات الأخرى..