لم اجد مسوغاً واحدا ، لصمت وزارة الصحة ازاء ما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي من اعلانات عن ادوية غير معروفة ، ومن مصادر مجهولة ، معظمها يدغدغ مشاعر المواطنين مثل ادوية الجنس والنحافة والتجميل والسرطان والسكري والدهنيات وعلاج المفاصل والآلام الروماتيزمية والخشونة ، وما شابه ذلك .. ولم اسمع يوما بيانا تحذيريا تطلقه الوزارة او نقابة الاطباء او نقابة الصيادلة ، يتم فيه توضيح مخاطر هذه الاعلانات الدوائية التي نشاهدها في كل اللحظات دون حسيب او رقيب ، ويكون ضحيتها آلاف وملايين المواطنين الذين تستهويهم تلك الاعلانات التي تعرض بطريقة احترافية .. وما زالت الإعلانات مستمرة، وما زال الضحايا يلجأون إليها على أمل الشفاء الذى لا يأتي!. وما يثير الدهشة ، ان هذه "الادوية " تباع على طريقة ( ديلفري) اي التوصيل الى بيوت او محال المواطنين ، خالية من اسم او عنوان لشركة او مذخر صحي ، فالإعلانات عن الأدوية المغشوشة والدواء بشكل عام يشكل قضية خطيرة للغاية لأن تأثير الدواء له طابع مجتمعي، بمعنى أنه يحدث آثاراً جانبية صحية ، قد تؤدي الى الشلل او عاهات اخرى وربما الى الموت .. لقد انخدع كثيرون بإعلانات الأدوية المضللة المنتشرة على صفحات ( الفيس بوك ) فالمريض كالغريق يتعلق بقشة، ولأن هذه "الأدوية" دائما ما تلعب على وتر الشفاء العاجل ، لذلك غالبا ما ينساق وراءها الغرقى وتكون النتيجة مأساوية ، حيث تسوء حالتهم الصحية أكثر وأكثر. وهنا ، ادعو وزارة الصحة ، وهيئة الاعلام والاتصالات ، القيام بدورهما في تفعيل القوانين التي تمنع إذاعة ونشر الاعلانات الخاصة بالأدوية والأغذية المكملة في كافة وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة و المرئية لاسيما في الفضائيات العراقية ، والاتصال بإدارة ( الفيس بوك) لوقف الترويج لإعلانات الادوية غير المعروفة ، الموجهة الى العراق ، فهذه الفوضى الاعلانية تضر بالمواطنين لاسيما البسطاء ، لذلك يجب أن تتكاتف كل الجهات المعنية لمنعها حفاظا على سلامة الوطن والمواطن . اعزائي القراء ... قد تكون الأدوية المزيفة مقلدة أو ملوثة أو عليها بطاقات تعريف كاذبة.. فلا تعرّضوا أنفسكم للخطر!