الأثنين, 11 ديسمبر 2023 09:00 مساءً 0 272 0
أقطع أنفك لتعيش في المملكة / ضياء المياح ...
أقطع أنفك لتعيش في المملكة / ضياء المياح ...
في المملكة المترامية الأطراف القديمة التكوين والوفيرة الخيرات والمتواترة النعماء، عاش الناس فيها لفترة طويلة بخير محدود أسكتهم وأن لم يكفهم. كان ملك هذه الدولة يملك كل شيء فيها. يتوسع مٌلك هذا الملك كل يوم والناس راضية بحالها تخاف من سطوة الملك وبطشه إن أعترض أحد من سكان البلد. كان الملك يأخذ ما يشاء ممن يشاء ويمنح أي شيء متى شاء ولمن يشاء. ورغم كل هذا، كانت شعوب الدول والدويلات القريبة والبعيدة تحسد من يعيش في هذه الدولة. تعرض ملك مملكة فجأةً إلى مرض غريب في أنفه جعل النوم يفارقه، فنَفر من الأكل وأصبح شربه للماء صعبا. حار الأطباء في المدينة التي أتخذها الملك عاصمة لمملكته في إيجاد علاج لمرض الملك. سئم الملك من المرض وغضب على وزيره الذي لم يجد له طبيبا يعالجه. أستدعى الوزير كل أطباء المملكة من جميع المدن والولايات. جرب الأطباء فرادى ومجموعات كل وسائل العلاج مع الملك المريض الذي أوشك على الهلاك ولم ينفع الأمر. أصبح حال المملكة غير مستقر وبدأت المشاكل تثار هنا وهناك بسبب مرض ملكها. وصل طبيب طاعن في السن إلى قصر الملك لمعاينة الملك عله يعرف علاجه. وبعد فحص طويل، قال الطبيب إن علاج مرض الملك هو قطع (أرنبة) أنف الملك. أٌصيب الملك ووزيره بالذهول وأمر الملك بقطع رأس الطبيب لتطاوله على جلالة الملك. وحينما أقتاد الجنود الطبيب خارج غرفة الملك لسجنه ثم قتله، أقنع الوزير ملكه بأن عليه القبول بالعلاج لأنهم لا يملكون خيارا أخرا وإن لم ينفع العلاج فستُقطع رأس الطبيب العجوز. بعد أن تم قطع أنف الملك وتماثل للشفاء خلال أسابيع وعادت سيطرته على مملكته، واجه مشكلة جديدة في شكله. كان شكله بالأنف المقطوع مستهجنا ويمنعه من مواجهة ضيوفه ورعيته. طلب من وزيره حلا سريعا لهذه المشكلة. وجد الوزير المخلص حلا يرضي ملكه، وذلك بأن يكون جميع من في المملكة يشبهون الملك وهذا لا يتم إلا بإصدار مرسوم ملكي يقضي بقطع أنوف جميع الرعية وكل من يتواجد في المملكة بما فيهم الوزير، بل وصل الأمر إلى قطع أنوف الأطفال وكل مولود جديد مع قطع العلاقات مع الدول المجاورة إلى حين. بعد عقود، دخل المملكة تاجر شاب، وحين رأوه أطفال وشباب المملكة أستغربوا من أنفه وضحكوا كثيرا حتى سقطوا على الأرض من شدة الضحك لأنهم رأوا كائنا غريبا لا يشبههم ولم يروا مثله قط. أمسكت شرطة المملكة هذا التاجر الشاب وأودعته السجن لتتم محاكمته بسبب أنفه. جاءه رئيس الشرطة ليعرف قصته منذ دخوله المملكة حتى دخوله السجن. وبعدما عرفها حكى له رئيس الشرطة قصة أنف الملك وما حدث بعدها. وأخبره بأن من لا يشبهنا لا نريده بيننا. ويجب على كل من يعيش هنا أن يكون بلا أنف لأن الملك بدون أنف. وشعار المملكة؛ أقطعوا أنوفكم لتشبهوا الملك، أقطعوا أنوفكم لتشبهوا الآخرين. من أراد أن يعيش في مملكتنا عليه أن يكون بدون أنف. أًسرَ رئيس الشرطة القول للغريب؛ غادر بلدنا أو أقطع أنفك لتعيش هنا

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

Admin Admin
المدير العام

sss

شارك وارسل تعليق

بلوك المقالات

الفيديوهات

الصور

https://www.alshaya.com/campaigns/IHOP/ihop-ksa/index-ar.html?gclid=EAIaIQobChMI7sTGzbDh6AIVyZl3Ch17hAIDEAEYASAAEgKcrfD_BwE

أخر ردود الزوار

أعداد الجريدة

القنوات الفضائية المباشرة

استمع الافضل