يا غزة؛ واجهي مصيرك بنفسك ولا تنتظري أحدا من العرب والمسلمين يأتي لنصرتك. فأخوتك هؤلاء كأخوة يوسف إذ كان همهم أن يتخلصوا من أخيهم ليتقربوا لأبيهم. أخوتكِ ضحوا وسيضحون بك ليحافظوا على مصالحهم ومناصبهم بأية طريقة حتى لو بمصاهرة الشيطان. يا غزة؛ أن الله ابتلاك بنسبك العربي والمسلم وهو غير ذي نفع لك، فتوكلي على بارئك وواجهي كل النيران الصهيونية الأمريكية لوحدك دون معين. يا غزة؛ لا تنتظرين شيئا من حكام العرب والمسلمين ولا حتى من شعوبهم، فبعضهم ضدك في كل شيء وبعضهم باللسان معك ولا شيء غير اللسان؟
يا غزة؛ من يحكم بلاد العرب والمسلمين لاه عنك. يا غزة؛ من يحكم هذه البلاد يحاول أن يبقى حاكما لها أطول فترة ممكنة. وبغض النظر عن كيفية وصوله إلى سدة الحكم، يبقى هدفه أن يستمر في منصبه زمنا لا نهاية له حتى لو على حساب موت شعبه. فهل تتوقعين ممن هدفه البقاء على حساب موت شعبه يا غزة أن يسندك وأنت تتعرضين للموت؟ يا غزة؛ إن حكام العرب والمسلمين هم عملاء للأجنبي أو هم عاجزون عن فعل شيء! فلا تنتظرين دعما من عميل أو عاجز. يا غزة؛ إن كثيرا من حكام العرب والمسلمين هم سبب في خراب بلادهم، فلا تنتظرين عونا من مخربين!
أما شعوب العرب والمسلمين فهي لاهية عنكِ أيضا يا غزة. هذه الشعوب تسعى جاهدة لتحقق إنسانيتها المغتصبة من قبل حكامها وتقاتل لتحصل على جزء من حقوقها المهدورة على أيدي حكوماتها. فهل تنتظرين من هذه الشعوب دعما يا غزة. الشعوب العربية والمسلمة تحارب حكامها كل يوم بطرق ناعمة وهادئة وعاجزة، فماذا ستمنحك هذه الشعوب العاجزة يا غزة؟ ولأنها شعوب مسلوبة الإرادة ومستهدفة من قبل حكامها ومن يسند هؤلاء الحكام، فهي تحارب هذا الاستهداف بالتجاهل والاستخفاف حتى تبدلت ثقافاتها وتقاليدها وصارت ماسخة لا ترى فيما تتعرضين له يا غزة خرابا كبيرا.
واجهي مصيرك بنفسك يا غزة وتقدمي لقدركِ المحتوم ولا تنظري خلفك ولا تنتظري أحدا .. فلن يأتيك أحد. لن تعبر الجيوش العربية والإسلامية الحدود من أجلك! لن يقاطع الحكام العرب والمسلمين إسرائيل ولن ينسحبوا من اتفاقيات التطبيع الإسرائيلية ولن يتوقفوا عن التعاون معها. يا غزة؛ توقعي كل شيء يمكن أن يحدث. فلا غرابة أن يمد أخوتك يدهم لمساعدة إسرائيل بدلا من مساعدتك ويحاربونك معها ضدك. لك الله يا غزة .. سينصرك الله بما لا يتوقع الجبناء والمتخاذلون .. سينصرك الله بطيوره الأبابيل .. سينصرك الله ولو بعد حين