خص الله جل شأنه شهر رمضان بانه شهر مبارك وفضيل وورد ذكره في القرآن الكريم لخصوصيته الدينيه والروحية كونه يحمل معاني سامية وراقية ليشعر الغني بالفقير ويحس بجوعه وعطشه وفقره لإن الغاية من الصوم ليست هي الأمتناع عن الطعام والشراب فحسب بل هي لغايات روحية وأجتماعية وصحيه وإنسانية في ذات الوقت من خلال مساعدة الناس بعضهم للبعض الآخر خصوصًا في هذا الشهر المبارك ليسود العدل الاجتماعي بين الناس
وقد تأثر العالم الغربي بهذه المعاني السامية لهذا الشهر الفضيل
حتى إن المستشارة الألمانية السابقة ميركل كانت تقوم تقوم خلال شهر رمضان المبارك بزيارات تفقدية للمسلمين وعوائلهم ومطاعمهم وبأعفاء تلك المطاعم من الضريبة لغرض تخفيض الاسعار للمسلمين خلال هذا الشهر الفضيل أضافة الى أقامة
مآدب الافطار في كنائس لندن وبعض الدول الاوربية وغيرها
إلا في العراق فلا أحد يفكر من المسؤولين لا في الحكومة ولا في البرلمان باتخاذ مايلزم لإصدار قرارات لخفض الأسعار ومعالجة الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي الذي يعيشه المواطن العراقي فمع بداية شهر رمضان الفضيل شهدت الأسواق ارتفاعًا ملحوظًا بأسعار المواد الغذائية رافق ذلك ارتفاعًا بمبيعات البنك المركزي العراقي من الدولار في مزاد العملة
فقد شهدت نافذة بيع إرتفاعا كبيرا بلغت المبيعات للدولار فيها لاسبوع واحد اكثر من 800 مليون دولار على الرغم من تصريحات محافظ البنك المركزي العراقي باتخاذ مجموعة من حزم الاصلاح لإعادة سعر الصرف الى ما كان علية لكنها لم تؤدي الغرض المطلوب منها انعكست بشكل سلبي على حياة المواطنيين الفقراء في هذا الشهر الفضيل مما جعل أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية التي تدخل في حياتهم ومعيشتهم خصوصًا من ذوي الدخل المحدود في ارتفاع مستمر
اما وزارة التجارة فلا تزال بعيدة عن الواقع رغم الوعود والبيانات التي تطلقها
ولم يرى المواطن البسيط على ارض الواقع اي شيء ملموس وعملي فالأسعار لم تنخفض بل إرتفعت بشكل جنوني وحاد خصوصًا اللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك والمواد الغذائية الأساسية
نستغرب من رئيس الوزراء وهو الذي رفع شعار حكومة الخدمات عدم اتخاذ قرار جريئ وشجاع بإعادة العمل بالأسواق المركزية فورًا لتوفير المواد الغذائية وبأسعار مدعومة والتي تدخل بصلب معيشة المواطنيين وفتح نوافذ البيع المباشر للمواد الغذائية من خلال أسطول وزارة التجارة من الشاحنات خصوصًا في الأحياء والمناطق الشعبية التي يعيش فيها الفقراء والمعوزين وإصدار أوامر عاجلة باعفاء المواد الغذائية من الرسوم الكمركية وكذلك إعفاء المواد الأولية التي تدخل في صناعة المواد الغذائية وتوفير الخزين الإستراتيجي منها
أما سعر الدولارالذي هو سبب الغلاء والبلاء فأعتقد أن مصالح بعض الكتل والأحزاب و المصارف التابعة لها هي من تقف وراء عدم تخفيضه أو اعادته لسعره السابق لحد الآن
اللهم لا تتقبل صيام كل مسؤول فاسد لا يهتم بالشعب وأموره وحياته ومعيشته وتوفير إحتياجاته
سواء كان تنفيذيًا أو تشريعيًا أو من أصحاب المصارف والصيرفات الذين يقومون بتبيض الأموال وسرقتها ونهبها ليزداد الفقراء فقرا ويزدادون هم غنا على حساب زيادة اعداد الفقراء
اللهم فرق شملهم وأجعلهم طرائق قددا
والبسهم ثوب الخزي والعار والشنار وأجعل أموالهم وبالآ عليهم ونار تحرقهم في الدنيا قبل الآخرة بحق شهر رمضان لان كل فقير صام ولم يجد ما يفطر عليه بسبب أرتفاع الأسعار سيكون شاهدًا عليهم يوم القيامة وسيكونون مسؤولون عن فقره أمام الله
أسرعواوسارعوا لتخفيض الأسعار لعل رحمة الله تدرككم في هذا الشهر الفضيل قبل فوات الاوان