لكن محمد توفيق علاوي، الرجل الوديع الخلوق، الذي ما كان ليكون ذا شأن لولا انتماؤه إلى عائلة علاوي المتنفذة، وكونُه تابعا لابن عمه، رئيس الوزراء الأسبق، أياد علاوي، الذي جاء به وزيرا ونائبا، لن يستطيع أن ينقذ القوى الفاسدة الموغلة في الجريمة من المأزق الذي وضعت نفسها والعراق فيه، وهذه ليست مهمته ابتداءً.
لا يوجد خلاف بين العراقيين حول نزاهة محمد علاوي، فالرجل معروف بتدينه العميق وأخلاقه الرفيعة، كما إنه لم يستثمر تدينه في مشروعه السياسي، بل بقي ضمن مشروع ابن عمه العلماني.
لكن الشكوك تدور على حول قدراته السياسية والإدارية وصلاحيته لإدارة مرحلة هي من أخطر المراحل التي يمر بها العراق. أمام علاوي جبلٌ شاهق، ذو سفح حاد شديد الانحدار، من المشاكل المستعصية، أُولاها وأعقدُها مشكلة المليشيات المسلحة التي أصبحت تمسك بعنق البلد وتقتل وتخطف من يقف بوجهها، وكثيرون يعتقدون بأنها المسؤولة عن قتل المحتجين الذين سقطوا في سوح التظاهر خلال الأشهر الأربعة الماضية. هل يمكن علاوي أن يفككها أو يلجمها؟ وإن هو واجهها فعلا، وسيكون هذا عملا بطوليا يسجل له، فهل سيتمكن فعلا من حلها أو على الأقل إخضاعها للقانون؟.
يحتاج علاوي ابتداءَ إلى كسب ثقة المحتجين، وقد سعى إلى ذلك عبر خطابه الأول لهم إذ وعد بمحاسبة قتلة المتظاهرين وجلبهم إلى القضاء كي ينالوا عقابهم العادل،