سيطر الذعر على الأسواق المالية في العالم فتراجعت البورصات الأوروبية منذ بدء التداولات يوم الجمعة 28 فبراير/ شباط 202 في ظل المخاوف من تبعات انتشار فيروس كورونا المستجدّ على الاقتصاد العالمي.
والخسائر التي تكبّدتها الأسهم الأوروبية منذ يوم الجمعة الماضي بنسبة حوالى 12-13%، هي الأكبر منذ الأزمة المالية في 2008-2009 عندما دخل الاقتصاد العالمي مرحلة الركود.
تقول الخبيرة الاقتصادية فيرونيك ريش-فلوريس في مذكرة "في سياق مبالغة في تقدير قيمة الأسواق، ما كان يمكن أن نخشاه الأسبوع الماضي لم يتأخر في أن يحدث: موجة الصدمة المالية التي نشأت جراء تفشي فيروس كورونا خارج الحدود الصينية في الأيام الأخيرة، اتّسمت بعنف نادر إلى حدّ إعطاء بعد جديد لهذه الأزمة".
وتضيف "في الظروف الحالية، سيكون (العبد الجديد ) للأزمة المالية في حال طال أمدها، تبعات قد تسبب أضراراً أكبر من (أضرار) وباء كوفيد-19".
وبعد تدهور وول ستريت يوم الخميس (-4,42% لمؤشري داو جونز وستاندارد أند بورز و-4,61% لمؤشر ناسداك)، ظهر التراجع في الأسواق الآسيوية، فتراجع مؤشرا طوكيو وشنغهاي بنحو 4% فيما سجّل مؤشر شينزن انخفاضاً بحوالى 5%. وكانت الخسائر محدودة أكثر في هونغ كونغ التي أغلقت على تراجع بنسبة 2,42%.
وتوضح ريش-فلوريس أن "تسارع التراجع المسجل في المؤشرات الأميركية لا يبشّر بالخير للأسواق المالية العالمية التي تشهد خلال جلسات التراجع المتتالية، ابتعاد فرص حصول انتعاش ونمو".
في الواقع، لم تسلم الأسواق الأوروبية إذ إنها سجّلت تراجعاً يفوق نسبة 3% عند افتتاح جلساتها قبل أن تسجّل مزيداً من الانخفاض.
ويرى الخبير الاستراتيجي تانغي لوليبو من شركة "أوريل بي جي سي" المالية أن ذلك يعود "إلى القضاء بشكل شبه كامل على الحركة التصاعدية منذ الصيف الماضي، كل ذلك في أسبوع واحد فقط".
- نحو "صدمة اقتصادية كبرى؟"
بحسب ريش-فلوريس، فإن البورصات "تتجاوز الواحدة تلو الأخرى العتبات الحساسة التي ترفع مخاطر التوجه نحو التراجع وبحكم الأمر الواقع احتمال حصول صدمة اقتصادية كبرى.
وسجّلت السندات الألمانية لعشر سنوات (بوند) التي تُعتبر مرجعاً في السوق الأوروبية تراجعاً بنسبة 0,62% واقتربت بذلك من أدنى مستوياتها التاريخية الصيف الماضي، فيما تراجعت السندات الأميركية للفترة نفسها بنسبة 1,18%".