أنبياء زماننا . ضياء المياح ..
نعرف أن الأنبياء والرسل قد ختموا بسيدهم وسيد الخلق وسيد الأولين والأخرين محمد بن عبد الله الرسول الأمين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه المنتجبين وإن لا نبوءة بعد الخَاتِم. كما نعرف أن هناك من أدعى النبوءة بعد وفاة الرسول كذبا وضلالا كمسيلمة بن حبيب الحنفي (الكذاب) وزوجته سجاح الكاهنة وطليحة بن خويلد الأسدي والأسود العنسي. إذن ما المقصود بهذا العنوان؟
المقصود هنا ليس من يدعون النبوة ولكن من يدعون صفاتها أو صفات الكمال من وجهة نظرهم!! كيف ذلك؟ في مجتمعاتنا حاليا هناك من يرون أنهم يعرفون كل شيء ولا يخطئون في شيء، هم فوق الأخطاء، وعلى الناس أن تتعلم منهم وتقدرهم وتجلهم لأنهم بحسب رؤيتهم لأنفسهم؛ أصحاب تاريخ أبيض وتجارب سديدة وآراء حكيمة وهم الأكمل بين الموجودين في كل شيء، هم يختلفون عن الأخرين في التوجه والنظرة والرؤية والهدف. هم لا يشبهون أحد ولا أحد يشبههم، أعطاهم الله ما لم يعط لغيرهم، فهم فوق البشر، وهذه مكانة يستحقوها وعلى الأخرين أن يتقبلوها لأنهم نوع خاص من البشر وأفراد قلائل لن يكررهم الزمن.
مثل هؤلاء الأفراد قد يكون وزيرا أو مديرا عاما أو رئيسا لجامعة أو عميدا لكلية أو رئيسا/مديرا لقسم أو أستاذا جامعيا أو قاضيا أو ضابطا في الجيش أو الشرطة أو طبيبا في اختصاص ما وحتى موظفا عاديا، وقد يكون شخصا لا شهادة لديه. ولا يدخل في هذا الوصف الأب والأم ولا الأخ الأكبر والأخت الكبرى، ولكن يمكن أن يكون أخ صغير أو صديق أو زميل، أو مدير تعمل بمعيته أو تراجعه. قد يكون مدرسك أو طالبا في صفك.
هذا الفرد النبي يرى نفسه من فلتات الزمان وحكيم زمانه وأشجع الموجودين وأذكاهم وأحسنهم وله من المواصفات ما يفتقدها الأخرين وليس بمقدورهم الحصول عليها البتة. أنه قَدم ما قدم فأعطى وضحى. وأنه سبب ما وصل إليه فلان ولولاه لما وصل فلان لما هو عليه، ومنه استفادت المؤسسة الفلانية وعُمرت الوحدة الإدارية الفلانية، هو من أكتشف وبنى ما خربه الأخرون وبه استمرت العائلة الفلانية وهو القائد الذي يعرف ما يفعل، وإن زل وهو أمر نادر الحدوث، فهو لا يندم لأن زلاته صحيحة في ذاتها وخاطئة في تقديرات الأخرين القاصرة.
وإن سألت أحدهم؛ هل أنت نبي ام معصوم من الخطأ؟ يقول لك؛ أستغفر الله، ما أنا نبي، ولكني أعرف كل شيء واعرف ما هو الصحيح وعليك أن تسمع ما أقول، إذا كانت بينك وبين هذا الشخص الذي يدعي النبوة علاقة عمل أو رابطة عائلية أو تراجعه في عمل ما تحتم عليك أن تسمع بل وتنفذ ما يقول. مثل هذا الشخص النرجسي التفكير والأناني التصرف هو السبب في تخلف وتدهور البلاد وامراض العباد، فإن التقيت بمثله فأبتعد عنه بقدر ما تستطيع وقلل التعامل معه قدر الممكن