تمر الأيام والذكريات لتحمل معها العديد من المعاني والمواقف التي تغير مصير الشعوب والأمم وتُشكلُ منعطفًا مهمًا في تاريخها. سبع سنوات مرت على تحقيق النصر الكبير على الإرهاب، ولا يزال العراقيون يحتفظون في ذاكرتهم بتلك اللحظات التي رُفعت فيها راية العراق ثانيةً على آخر شبر في أرض الوطن، ذاكرةٌ تراكمت فيها حكاياتٌ لبطولاتٍ خطها أبناء العراق في مختلف الصنوف، وهم يدفعون بعزيمةٍ لا تنثني ذلك الشر الأسود الذي حاول النيل من كرامة الوطن، بعد أن اغتصبت العصابات الإرهابية أجزاء من أرض الحضارة والمقدسات، وبعد أن ظن العالم أن العراق اندثرَ في زحمة الوجوه الإرهابية التي جاءت من كل حدبٍ وصوب، ولكن هيهات أن يندثر العراقُ وهو من صنع التاريخ والحضارة، ليعزز ذلك صوت المرجعية المتمثلة بالمرجع الأعلى السيد علي السيستاني الذي أصدر فتوى عظيمة أعادت التوازن وألهمت الحماسة وخطت خارطة طريق للقوات المسلحة، معززةً بحشد شعبي ضم أبناء الوطن على مختلف انتماءاتهم القومية والعشائرية والمذهبية، ليتحقق النصر وتتحرر الأرض وينبهر العالم بصلابة العراقيين وشجاعتهم. فأصبح يوم العاشر من كانون الأول علامةً فارقةً في مسيرةِ الشعب، وحقيقةً نتباهى بها، على مرّ التاريخ، بفضل تضحيات كل العراقيين. اليوم، ونحن نستذكر هذه المناسبة الكبيرة، نستذكرُ معها الحشد الدبلوماسي الذي كان رديفًا لا غنى عنهُ في إبراز صوت العراق في المنظمات والمحافل الدولية والإقليمية، وإظهار بطولات أبناء العراق بأبهى صورها، فقد سعت البعثات الدبلوماسية العراقية لتعريف العالم فكان بحق الشريك الاستراتيجي للقوات المسلحة بصنوفها المختلفة في ميدان القتال، إذ كان قتالًا من نوعٍ آخر حشدَ دول العالم في تحالفٍ قوي لمحاربة قوى الإرهاب والضلال. عمر البرزنجي سفير جمهورية العراق لدى المملكة الأردنية الهاشمية 2024/12/10