عبدالقادرفاضل/ تستمر بغداد في معاناتها من تلوث الهواء الذي يتفاقم يوماً بعد يوم، مما يشكل تهديداً حقيقياً لصحة سكان العاصمة. ورغم التأكيد المستمر على أهمية المساحات الخضراء وحملات التشجير كحلول بيئية لمكافحة هذا التلوث، لا يزال الأمر بعيداً عن الاهتمام الجاد من قبل الجهات المعنية. في الوقت الذي تُشاهد فيه المدينة افتتاحات متعددة لمطاعم وكافتيريات جديدة، تظل المساحات الخضراء والمشاريع البيئية في مؤخرة أولويات الحكومة. هذا التوجه يثير تساؤلات حول غياب الوعي البيئي لدى المسؤولين، الذين يبدو أنهم لا يعيرون اهتماماً للمشاريع التي تعود بالفائدة على صحة الإنسان وجودة الحياة في المدينة. رغم أن العديد من الخبراء والمتخصصين قد أكدوا مراراً وتكراراً على ضرورة زيادة المساحات الخضراء في بغداد وتفعيل حملات التشجير بشكل مكثف، إلا أن هذه الجهود تظل حبيسة التصريحات ووعود غير قابلة للتنفيذ. وفي المقابل، فإن المشاريع التي تهتم بالمصالح الشخصية ولا تعود بأي نفع على المواطن، مثل افتتاح المطاعم والكافتيريات، تتزايد بشكل ملحوظ، في حين لا نجد أي تحرك حقيقي لحل أزمة تلوث الهواء الذي يهدد حياة المواطنين بشكل يومي. المساحات الخضراء ليست مجرد ديكور جمالي، بل هي ضرورة صحية وبيئية. فهي تسهم في تحسين جودة الهواء وتقليل التلوث، وتعتبر من العوامل الأساسية للحد من الأمراض التنفسية المنتشرة في العاصمة، فضلاً عن كونها تشكل بيئة صحية وآمنة للأجيال القادمة. إن غياب هذه المساحات يعني زيادة الأمراض والمشاكل الصحية التي يعاني منها السكان، وهو ما يجعل هذا الملف البيئي من أكثر القضايا إلحاحاً. إن السؤال المطروح الآن: متى ستبدأ الحكومة في الالتفات إلى هذه الأولويات البيئية؟ وهل ستظل بغداد رهينة لمشاريع تجارية قصيرة المدى، في حين أن المستقبل الصحي للمواطنين يتعرض للخطر؟ المواطنون في بغداد يطالبون بقرارات حاسمة لدعم الحملات البيئية، وتخصيص الأراضي اللازمة لزيادة المساحات الخضراء، لعلنا نتمكن من تقليل التلوث وتحقيق بيئة صحية لأجيالنا القادمة