السبت, 25 يناير 2025 01:02 مساءً 0 64 0
اميركا العظمى: هيمنة وتحديات في عالم مضطرب
اميركا العظمى: هيمنة وتحديات في عالم مضطرب
كتب : عبدالقادر فاضل / في عالم اليوم، أصبحت الولايات المتحدة تمثل القوة العظمى التي تهيمن على الساحة الدولية بأسلوب لا يُمكن تجاهله، لكنها أيضًا تثير تساؤلات عميقة حول مصير الدول والشعوب التي لا تتبع سياساتها أو تخضع لها. إذا نظرنا إلى تصريح دونالد ترامب في 20 كانون الثاني 2024 عندما قال: "لقد أنقذني الله من أجل أن أجعل من أميركا أمة عظيمة. أنا صانع سلام ووحدة"، نجد أن هذا الحديث يعكس، بشكل غير مباشر، مفهوم "أميركا العظمى" التي تسعى للهيمنة في كافة المجالات من الاقتصاد إلى السياسة، بل حتى الثقافة. أميركا في مواجهة العالم لقد أثبتت الولايات المتحدة قدرتها على فرض ثقافتها وحياتها اليومية على معظم الدول، من خلال المنتجات الأمريكية التي اجتاحت الأسواق العالمية، من سروال الجينز إلى الشبكة العنكبوتية، مرورًا بمختلف الظواهر الثقافية والفنية التي تَعدّ من أبرز مظاهر تأثيرها. لكن في الوقت ذاته، يُنظر إلى هذه الهيمنة الأمريكية على أنها غير عادلة أو متوازنة، بل أصبحت مصدرًا للتوترات والصراعات. هذا التوسع لم يكن مقتصرًا على المنتجات، بل تعداها إلى فرض سياساتها الاقتصادية، مثل تعرفة الجمارك، التي جعلت حلفاء أميركا في وضعٍ حرج. الدول العربية في ظل الهيمنة الأميركية في هذا السياق، نجد أن العالم العربي يشهد صراعًا حقيقيًا في مواجهة الهيمنة الأميركية. على الرغم من ثرواتهم النفطية، إلا أن العرب لا يمتلكون القوة السياسية أو العسكرية أو الصناعية اللازمة لتغيير هذا الواقع. هذا يعكس الأزمة الكبيرة التي يعاني منها العرب، حيث أنهم يواجهون وضعًا صعبًا في لعبة القوة العالمية. إن تحكم الولايات المتحدة في أسعار النفط وتصدير طاقتها إلى العالم يمثل تهديدًا حقيقيًا للنفط العربي، ويجعل الدول العربية في موقف لا يحسدون عليه. التحولات في السياسة الدولية إضافة إلى ذلك، تعهدت الإدارة الأميركية بتوسيع نفوذ إسرائيل وجعلها قوة إقليمية رائدة في المنطقة، وهو ما يفتح الطريق أمام المزيد من التطبيع العربي مع إسرائيل. في هذا السياق، يتساءل الكثيرون: هل هناك دولة أو قوة في العالم تستطيع الوقوف في وجه الهيمنة الأميركية؟ يبدو أن أغلب الدول لا تمتلك القوة السياسية أو الاقتصادية اللازمة للوقوف في وجه هذا "الجبروت الأميركي". التحديات القادمة: هل التاريخ سيبقى صامتًا؟ ومع كل هذا، لا يزال السؤال الأكثر أهمية: هل سيكون التاريخ شاهدًا صامتًا على هذه الهيمنة، أم أن هناك تحولًا قادمًا سيعيد توازن القوى في العالم؟ لقد تحدث العديد من المفكرين والسياسيين عن أهمية استعادة الدول الأوروبية لزمام الأمور في مواجهة الولايات المتحدة، معربين عن خشيتهم من أن يؤدي الاستمرار في الوضع الحالي إلى مزيد من الهيمنة التي تهدد استقرار العالم بأسره. إذا كانت الولايات المتحدة تستطيع التحكم في الأسواق والسياسات الدولية، فإن القوى العالمية الأخرى لا تستطيع إلا أن تتأمل وتراقب من بعيد. في هذا الصراع الكبير، لا يبدو أن هناك أي فرصة قريبة لظهور "الجنون" الذي قد يضع نهاية لهذه الهيمنة، ولكن التاريخ، كما هو معروف، قادر على تغيير مجريات الأمور. الخلاصة أميركا اليوم، كما كانت دائمًا، قوة عالمية تتجاوز حدود قوتها العسكرية والسياسية لتشمل هيمنتها الثقافية والاقتصادية. لكن هذا النفوذ يثير أسئلة جوهرية حول مستقبل النظام العالمي، وعما إذا كان التاريخ سيظل يسير في هذا الاتجاه، أم أن هناك لحظة فارقة قادمة ستعيد تشكيل موازين القوى في العالم.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

Admin Admin
المدير العام

sss

شارك وارسل تعليق

بلوك المقالات

الصور

https://www.alshaya.com/campaigns/IHOP/ihop-ksa/index-ar.html?gclid=EAIaIQobChMI7sTGzbDh6AIVyZl3Ch17hAIDEAEYASAAEgKcrfD_BwE

أخر ردود الزوار

أعداد الجريدة

القنوات الفضائية المباشرة

استمع الافضل