شارك وكيل وزارة الخارجية للشؤون متعددة الأطراف والشؤون القانونية عمر البرزنجي في طاولةٍ مستديرة عقدها مركز البيان للدراسات والتخطيط بعنوان (ما بعد الوساطة: العلاقات العراقية-الايرانية-السعودية: قراءة في التوازنات والأمن الاقليمي) في بغداد يوم الأربعاء الموافق 2023/12/6.
كما شارك، في الحوار، ممثلٌ عن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، والمتخصص في العلاقات الدولية الأستاذ الدكتور سعد حقي توفيق، وعددٌ آخر من الضيوف.
إذ ألقى الوكيل البرزنجي كلمةً، تناول فيها نهج الحكومة العراقية في دعم الحوار وتشجيعهِ في المنطقة بما يعزز السلام والاستقرار وأن تكون بغداد منطلقًا للتقارب والمصالحة بين الدول، لا ساحةً لتصفية الحسابات والحرب بالوكالة.
كما أشار الوكيل البرزنجي، في كلمتهِ، إلى أن العراق أدى دورًا محوريًا في احداث العلاقات الإيرانية - السعودية، بعد قطيعة دامت سبع سنوات، وذلك من خلال استضافة بغداد جولات حوارية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين. إذ بدأت المفاوضات بين الرياض وطهران في نيسان 2021، برعاية عراقية ولقاء غير معلن بين وفديّ البلدين في المنطقة الخضراء ببغداد، كما استضافت بغداد من نيسان 2021 إلى نيسان 2022 خمس جولات من المحادثات بين مسؤولي البلدين. وقد اتفقت السعودية وإيران على إنهاء حالة القطيعة الدبلوماسية بينهما، الأمر الذي أوصل الجانبين إلى اتفاقية تهيئ الأرضية السياسية لعودة العلاقات الطبيعية بين الرياض وطهران ليتم فيما بعد اعلان الاتفاق وبنوده في الصين التي دخلت كداعم وضامن لما عُرف بالاتفاقية السعودية الإيرانية.
وفي معرض بيان كيفية إستثمار العراق لهذا الاتفاق السعودي-الايراني، بما يخدم مصالحَهُ الوطنية، أشار الوكيل البرزنجي إلى أن التقارب والاتفاق بين البلدين الجاريَن ينعكس على الحالة الأمنية والسياسية في المنطقة بصورةٍ عامة وعلى العراق بصورة ٍخاصة وبالتالي يمكن للإتفاق أن يخفف التوترات السياسية والامنية في العراق. كما يساهم التقارب السعودي الايراني في زيادة فرص الاستثمار داخل العراق حيث ستكون رسالةً إلى المستثمرين عن تراجع دائرة المخاطرة والتوترات، إذ أن الاستقرار -كما هو معلوم- يُعدُّ احد عوامل جذب الاستثمار.
كما يمكن استثمار هذا الاتفاق بما يخدم توحيد السياسات النفطية بين البلدان الثلاثة وتبادل فرص تبادل الخبرات والاستثمارات وتطوير الطاقات بما يخدم مصالح الجميع.
وبما أن العراق وايران والسعودية يعانون من التغييرات مناخية، من المناسب أن يكون هناك تعاون كبير بين الجهات المعنية بشأن معالجة التغييرات المناخية والبيئية بما ينعكس ايجابيًا على الاطراف المعنية.