في ذكرى أربعينية إستشهادهِ، نستلهم العديد من الدروس والعبر التي خرج من أجلها الإمام الحُسين (عليه السلام)، لنطبقها في واقعنا المُعاش في الوقت الحاضر. فالحُسين لم يخرج أشرًا ولا بطرًا بل خرج للإصلاح في أمة جدهِ (عليه الصلاة والسلام). لم يخرج الحُسين لمطامع شخصية، ولا لأهواء داخلية، ولا لطلب دنيا أو حُكمٍ أو مال … بل خرج (عليه السلام) مدافعًا عن الحق، مُطالبًا بإعادة الأمور إلى نصابها، رافضًا كل أنواع التجبر والتكبر، مُعلنًا تمسكه بمبدأ أبيه (عليّ) وجدهِ (مُحمد) عليهما السلام. أعلنها مدويةً في وجه الزمان: "هيهات منا الذلة .. هيهات منا الذلة" نرى أن أحد الأهداف الأساسية الذي خرج من أجلها الإمام الحُسين (عليه السلام) يتمثلُ في قوله (تعالى): "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" ومن وحي هذه الآية الكريمة، ينبغي علينا أن نستنهض الهمم ويشدُّ أحدُنا عضُد أخيه، فبنعمة الإسلام العظيم إكتسبنا رابطةً أخويةً وثيقة لا تنفكُ عُراها إلى يوم القيامة، بل إن رابطتيّ المواطنة والإنسانية كذلك، رابطتان وثيقتان يتآلفُ في ظلهما أبناء الوطن الواحد، بل أبناء الإنسانية جمعاء، مصداقًا لقول الإمام علي (عليه السلام): (الناس صنفان: إما أخٌ لك في الدين، أو نظيرٌ لك في الخلق). في هذه المناسبة الأليمة، نعزي الأمة الإسلامية كلها، ولا عزاء لنا إلا أننا على يقينٍ راسخ، أن الإمام الحُسين (عليه السلام) في الجنة عند مليكٍ مُقتدر، بل هو أحد سيديّ شباب أهل الجنة، كما بشّر بذلك جدهُ (صلى الله عليه وسلم). عمر البرزنجي وكيل وزارة الخارجية للشؤون متعددة الأطراف والشؤون القانونية 2023/9/5 20/صفر/1445 (نعيد نشر كلمة مُسجلة بمناسبة أربعينية الإمام الحُسين (عليه السلام)، للسفير عمر البرزنجي حين كان سفيرًا مفوضًا فوق العادة لجمهورية العراق في دولة قطر الشقيقة، وبعثها لمركز الزهراء (عليها السلام) في رومانيا في عام 2020)