السبت, 20 يوليو 2024 08:04 مساءً 0 138 0
عاشوراء .. لا يوم كيومك يا أبا عبدالله … هو يومُ إنتصار الدم على السيف …
عاشوراء .. لا يوم كيومك يا أبا عبدالله … هو يومُ إنتصار الدم على السيف …
عاشوراء .. لا يوم كيومك يا أبا عبدالله … هو يومُ إنتصار الدم على السيف … يومُ قارع فيه الحُسين (عليه السلام) الظلم وطلب الإصلاح في أمة جده (عليه الصلاة والسلام) … حرصتُ خلال خدمتي سفيرًا لجمهورية العراق في عددٍ من دول العالم على إحياء ذكرى عاشوراء مع أبناء الجاليات العراقية المنتشرة في أصقاع الأرض لما تحملهُ هذه الذكرى من معانٍ عظيمة مثلت إنتصار الحق على الباطل رغم إستشهاد صاحب الحق، ومن معه في واقعة الطف بكربلاء، وقد كان لي مشاركاتٌ عديدة في مركز الزهراء الإسلامي الثقافي في بوخارست/ رومانيا. ولستُ هنا بصدد سرد ما حدث في الطف من مآسٍ تناولها المؤرخون بإسهابٍ وإطناب، لكني وددتُ أن أستقرئ بعض الدروس من خروج الحُسين وهو في قلةٍ من أهلهِ ومناصريه ضد الآلاف من خصومه أهل الباطل والضلال. - كان مقتل الحسين (عليه السلام) يوم الجمعة يوم عاشوراء في العاشر من المحرم سنة إحدى وستين بكربلاء من أرض العراق، وله من العمر ثمان وخمسون سنة، كان مقتله (عليه السلام) من الأحداث الكبرى في تاريخ الإسلام، وكانت لها نتائج وآثار إلى يومنا هذا. - ينبغي على كل مسلم أن يُحزنَه مقتلُ أي مسلم، فكيف إذا كان المقتولُ من أهل الفضل والمكانة! فكيف إن كان قد قتل مظلومًا! وكيف إذا كان ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) كالحسين (عليه السلام)! - إن المسلمين جميعًا يعدُّون قتل الحسين (عليه السلام) فاجعةً عظيمة، وأن قاتليه هم من شرار الخلق وأفسق الخليقة، وهم مجمعون على أن مَن قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضي بذلك، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا. - ما كان للامام الحسين سليل النبوة ان يرجع عن مقارعة الظلم، لأنه اعلن بوضوح رفضه لتغيير الحكم من شورى المسلمين الى حكم ملكي بالوراثة يخالف سيرة وهدي الرسول، وان لم يكن الحسين رافضًا للتغيير في منهاج النبوة فمن غيرهُ يعلن الرفض!! ما كان للحسين ان يرجع وقد جرى القدر ان يمضى ويستشهد. - ان الامام الحسين (عليه السلام) ضرب اعظم مثال في الثبات على منهج النبوة والحق والمبادئ فلم يهرب او يتراجع ويقبل بالمنكر، وثبات من معه من آل البيت في القتال مثالٌ نادر لا يجود به الزمان في التضحية والفداء ولا يخرج الا من العظام آل البيت (عليهم السلام). - ونستدلُ من إستشهاد الحسين (عليه السلام) أن عاقبة الظلم والبغي وخيمة ومعجلة في الدنيا قبل الآخرة، وإن سفك الدم الحرام والقتل دون وجه حقٍ هو من أشد الظلم وقتل المسلم من الكبائر العظيمة، فكيف بقتل من هو بمكانة الحسين (عليه السلام)، إذ هو من خيار الأمة، والله يقول مشنِّعًا على قتل أوليائه: ﴿ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴾. ومعلوم من التاريخ أن كل من شارك في قتل الحسين، انتقم الله منه في الدنيا إما بقتلٍ أو ببلية، فإنه قل من نجا من أولئك الذين قتلوه من آفةٍ وعاهةٍ في الدنيا، فلم يخرج منها حتى أصيب بمرض، وأكثرهم أصابهم الجنون، ولم يبق ممن قتله إلا من عوقب في الدنيا إما بقتل أو عمى أو سواد الوجه أو زوال الملك في مدة يسيرة. أعزي نفسي أولًا بإستشهاد جدي الحُسين (عليه السلام)، وأعزي الأمة الإسلامية كلها بهذا الحدث الجلل. عمر البرزنجي وكيل وزارة الخارجية 10 محرم الحرام 1446 2024/7/17

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

Admin Admin
المدير العام

sss

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة

أخبار مقترحة

بلوك المقالات

الفيديوهات

الصور

https://www.alshaya.com/campaigns/IHOP/ihop-ksa/index-ar.html?gclid=EAIaIQobChMI7sTGzbDh6AIVyZl3Ch17hAIDEAEYASAAEgKcrfD_BwE

أخر ردود الزوار

أعداد الجريدة

القنوات الفضائية المباشرة

استمع الافضل