أحلفُ يمينا ( يكسر الظهر) ، ان الذي اصدر قرار الدوام الرسمي بنسبة 100 بالمئة اعتبارا من هذا الاسبوع ، للموظفين في المؤسسات الحكومية والوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة ، يبتعد كثيرا عن المعايشة اليومية لحياة المواطنين ، ومعاناتهم نتيجة الزخم الحاصل في الشوارع ، والزحام الذي تعاني منه العاصمة والمحافظات ، او انه يستعمل طائرة مسيرة في تنقلاته !.
فهل درس من اصدر هذا القرار ، كيف يباشر ستة ملايين موظف ، وما يزيد عن ثلاثة ملايين طالب ، الدوام في الدوائر والجامعات والمدارس .. فاي عبقري ، افتى بهذا القرار ، واين هي مركبات النقل الحكومي والاهلي ، التي تنقل هذا العدد من ( البشر ) في ساعة ودقيقة محددة ..
عجيب ..!
اليس هناك عقلاء ، يوصون بضرورة تباين اوقات الدوام ، حتى يمكن لشوارعنا المهدمة اصلا ، ان تمتص الزخم المروري الخانق ..؟
سادتي ، يا من تصدرون الاوامر دون دراسة ، ان حالة الازدحام والفوضى التي تعم شوارع البلاد ، باتت احاديث جميع المواطنين ، بين هازئ وناقم وغامز ومشكك .. وهي احاديث يلفها اليأس ، وعدم الشعور بأمل الحل الذي ينشدون ، فمن خلال المشاهدات اليومية للاختناقات المرورية و ما ينتج عنها من حوادث ، نلمس أضراراً مختلفة ، ما يوثر سلبا على الاقتصاد و المجتمع و البيئة ، وتؤدي الى استخدام غير امثل لوسائل الطرق و المواصلات ، لاسيما في مراكز المدن ، حيث الحركة التجارية و الكثافة السكانية العالية ووجود الجامعات، والاسواق المركزية ” المولات ” التي توالدت بشكل مخيف ، وكل ذلك يتنافى مع قرار الدوام الكامل 100 بالمئة ..
انا لا ادعو الى تقليص اوقات الدوام ، فهذا حق الدولة على موظفيها ، انما ادعو الى ترشيد الدوام وفق اسس واقعية ، نبدأها بتوسعة الشوارع ، والاكثار من وسائل النقل العامة بهدف التقليل من استعمال المركبات الخاصة التي باتت اعدادها تقرب من اعداد دولة ألمانيا !