الابن على سر ابيه .. مركز شمران الياسري الثقافي ! زيد الحلي /
حديقة الثقافة العراقية ، ضمت ارضها المعطاء هذا الاسبوع " قرنفلة فكرية " تمثلت بالإعلان عن تأسيس مركز ثقافي عراقي جديد في فكرته ، وتوجهاته حمل اسم ( مركز شمران الياسري للثقافة والآداب ) وفي خطوة ، وجدتها الاولى في عالم الفرح الثقافي ، قام مؤسس المركز الاستاذ إحسان الياسري ، نجل رائد الفكر الاعلامي ، والاسم المتجذر في ضمير الشعب الاستاذ شمران الياسري الشهير بـ ( ابو كاطع ) طيب الله ثراه ، بحفل اخوي في دارته السبت الماضي ، ضم اركان المركز ، التأمت فيه رؤى وافكار عديدة ، تسعى في اهدافها الى توسيع رقعة الفعل الثقافي ولاسيما في الجانب المجتمعي ..
ولمعرفتي الشخصية ، بآفاق وتطلعات مدير المركز الاستاذ الياسري ، الذي رضع الثقافة في بيت ثقافي ووطني معروف ، فأنني ادرك انه سيسعى في لاحق الوقت ، الى العمل الدؤوب والتنسيق القوي مع كل القوى الفكرية والثقافية ، من أجل إبراز صورة جلية ناصعة لثقافة عراقية وانسانية ، متأصلة في لغتها، متجذرة في حضارتها وقيمها ، واظن ايضا ، ان هذا المركز ، سيترك بصمة مهمة ، تتناسب مع اسم وطموحات وآراء الراحل شمران الياسري .
ولا شك ، ان المركز يسعى الى تعزيز ثقافة التسامح في المجتمع لخلق وعي محب والحث على التمسك بكيان الوطن ووحدته وقيمه ، وعلى تقديم الاحترام للأخرين وعدم الانتقام ، والتثقيف على ضرورة قلع جذور الحقد والعدوان والكراهية من النفوس.. وهذا ما كان ينادي به قلم ( ابو كاطع) في كتاباته وبرامجه الاذاعية ورواياته المعروفة.
ان اعضاء المركز ، وقد سعدتُ بمعرفة كثير منهم ، وجدت انهم يمثلون صفوة من الرجالات المرموقين في مجال الادب والثقافة ، ومشاركاتهم في تأسيس هذا المركز يعتبر مرآة تعكس الطبيعة الراقية للمجتمع ، كونهم يعون دور المثقف ، باعتباره العنصر الذكي في المجتمع، وتقع عليه مسؤولية مضاعفة في ايصال رسائل للآخرين بأن هذا المركز ، هو صورة ثقافية موازية لهويتنا الواقعية ، فالمثقف بالإضافة الى بث افكاره وطروحاته، تقع عليه مسؤولية قيادة الحوار البناء بين الجميع، فهو النموذج الذي يحتذي به الاخرون، بطريقة الحوار وعرض الافكار، فالتطور الثقافيّ والمعرفيّ الذي حصل في الألفيّة الأخيرة جعل الثقافةَ ركناً أساسيّاً لا يُمكن تجاهله في العلاقات العامة ، ولاسيما الانسانية منها .
وفي النهاية ، وانا أهنئ بانبثاق ( مركز شمران الياسري للثقافة والآداب ) لابد من القول ان المؤشرات المرتبطة بالعلاقات الثقافية المعاصرة تشير إلى الأهمية المتزايدة للعامل الفكري الذي بدأ يزحف تأثيره على نحو غير مسبوق .. صحيح ان العولمة ظاهرة ثقافية. وصراع الحضارات إشكالية ثقافية ، وحتى الحرب على الإرهاب مواجهة ثقافية أيضاً.. لكن ذلك لا ينفي اهمية وجود مراكز ثقافية ، حرة التفكير ، بيضاء النهج ، نقية الهدف .. ولعل مركز الياسري ، سيكون المفتاح لكثير من الطموحات التي تسعد الشعب ، وتنير العقول ..
مرحبا بجهدك ابا زينب ، الابن الوفي للراحل الكبير شمران الياسري ، وهنيئا ، لصفوة المؤسسين .. دمتم جميعا .