السبت, 04 يونيو 2022 07:59 مساءً 0 347 0
بكم هذه الكلمة ؟ بقلم الكاتب الصحفي ذوالفقار محمد /
بكم هذه الكلمة ؟ بقلم الكاتب الصحفي    ذوالفقار محمد /
كل الأشياء التي تباع وتشترى لابد أن يوضع لها ثمن. ولكن هل سأل أحدنا نفسه في يوم ما عن قيمة الكلمة وثمنها ؟ من المؤكد ان أغلى الأثمان هو ثمن الكلمات التي قد يجهل الكثير منا قيمتها وهذه من الأخطاء التي قد تؤدي إلى المهالك إن لم نعي خطورتها، فعلينا ان نعلم قبل أي حديث او نقاش نخوضه ان كلماتنا ستحدد مصيرنا وشخصياتنا ومواقعنا في المجتمع وكذلك مقعدنا في الجنة او النار و قد يتسائل البعض هل الامر بهذه الخطورة ؟ نعم و لذلك تجد غالب مشاكل الناس هي نتيجة لكلمات ألقيت وقد يكون القائل من الذين لا يعرفون قيمتها الحقيقية وجرت على اثرها مناقشات ومشاحنات وربما فهم المستمع ما لم يقصده القائل, كم من شخص قتل او زج به في السجن او طرد من عمله وتعطلت حياته بسبب كلمة وكم من أسر تحطمت وتشترد افرادها بسبب كلمة أشعلت نار حوار غير متوازن واحدثت امور لم تكن في الحسبان، ولنا من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم خير شاهد فعندما سأله الصحابي معاذ بن جبل قائلا [يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْك أُمُّك وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ] فهنا نعرف المعنى الحقيقي للكلمات حين نقف على حصادئها وندفع اثمانها ولابد لنا ان نكون حذرين وشديدي الإنتباه للكلمات ولاسيما ان كانت في امر هام فقول الحق هو الاختبار الذي لا ينجح فيه الا من عرف قيمة الكلمة ودورها وأثرها في الاخرين و الا فنحن نشاهد من المتلونين بائعي الكلمات حسب المواقف يوميا الكثير منهم متبجحين غير مبالين لما يلقونه من كلام وكانوا احد اسباب دمار وفساد مجتمعات بأسرها، وقد يحصل العكس فحينما توضب الكلمات وتستخدم في موضعها الحقيقي تكون عامل اساسي في نهضة المجتمع و تعليم الناس وبناءه على اساس الصدق و الوضوح، فخير الكلام هو كتاب الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم لإنها منهاج متكامل تجد فيه كل ما تحتاجه لكي تنظم حياتك و حياة أسرتك والمجتمع المحيط بك والدولة التي تعيش فيها بل والعالم بأسره لأن هذه الكلمات هي صادرة عن اله وخالق ومتصرف في ملكوته وهو اعلم بنفوس عباده الذين خلقهم وبث فيهم الروح واسكنهم أرضه واختار لهم ما ينفعهم لانه احكم الحاكمين ، ولأن للكلمة اثر في تكوين الشخصية والرأي العام والخاص فيتوجب ان نختارها بعناية وبما ينفع الناس ولا نكثر منها ونطيل بلا فائدة فالاصل ان يكون حديثنا عبارة عن جواهر نقدمها للاخرين لا سهام تطلق في وجوههم فجبر الخواطر بكلمة وكسرها كذلك وشتان بين هذا وذاك فالكثير من المشاكل و النزاعات سببها كلمات واتعسها تحل ايضا بكلمات ولكن الأولى ممكن ان توصف بأنها سموم ألقيت والأخرى بلسم للجراح، فبين الكذب والصدق كلمات وبين قول الحق وشهادة الزور كلمات و بين الكفر والإيمان كلمات فالاولى بنا ان نوزن كلامنا ولا نطلقه في الحوارات بلا مبالاة وتمحيص فقد نجرح الغير بها او ان نتسبب بفساد او نوالي ظالم وننافق بسببها و نكون في صف المجرمين والفاسدين ففي نهاية المطاف سندفع ثمن الكلمات او نكافئ عليها ،ولنضعها قاعدة نعمل بها ونذكر أنفسنا دائما وقبل اي حديث او حوار او مداخلة علينا ان نسأل أنفسنا ونقول بكم هذه الكلمة لأن الثمن سندفعه او نكافئ عليه جراء نطقنا بها .

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

Admin Admin
المدير العام

sss

شارك وارسل تعليق

أخبار مقترحة

بلوك المقالات

الفيديوهات

الصور

https://www.alshaya.com/campaigns/IHOP/ihop-ksa/index-ar.html?gclid=EAIaIQobChMI7sTGzbDh6AIVyZl3Ch17hAIDEAEYASAAEgKcrfD_BwE

أخر ردود الزوار

أعداد الجريدة

القنوات الفضائية المباشرة

استمع الافضل