اعترف انني كتبت اكثر من مرة حول هذا المرض الذي يفتك بنا ، وكتب غيري عشرات من المقالات والدراسات ، دون ان ينبري مسؤول موضحا او واصفا علاجات لهذا المرض اللعين ، وكأن الامر واقع حال ، وعلينا الاستسلام له ، والعيش بأحضانه ، رغم خطورته التي باتت تقض المواجع والابدان والنفوس ، وتفجر آهات يومية يطلقها الصغار والكبار ، فالموضوع اصبح كما يبدو اكبر من الدولة و من الحكومة !
هذا المرض الذي اعنيه هو الاختناق اليومي الذي نعيش في اجوائه نتيجة الازدحام الذي تشهده شوارع العاصمة والمحافظات .. لقد وضع المسؤولون على آذانهم وقر ، وعلَى قلوبهم أَكنَةً .. وكأنهم يقولون ( سيبقى الوضع كما هو ... ولا حل طالما يستمر استيراد السيارات ) .. عجيب .. والف عجيب .
لقد تفاقمت ازمة المرور والازدحام ، ووصل التذمر مداه ، وحكايات الصوت العالي زادت وتيرتها في وسائل النقل حالما تضع جسمك في " التاكسي اوالكيا او بالباص " .. حيث اصبح المواطن يقضي في ذهابه وايابه اكثر من ساعتين يوميا ، وهو مكفهر ، غاضب ، ومن أطاع غضبه، أضاع مشاعره تجاه محيطه ، ومحيط المواطن عائلته ، وعمله والقريبين اليه ..
ان الازمة في ازدياد لافت للأنظار ..واكيد هناك من لا يريد اي حل ، فالازدحام المروري سبب العديد من الآثار السلبية على الوضع النفسي للمواطنين نتيجةً للوقت الضائع الذي يُمضونه عالقين في الطرقات والشوارع غير المناسبة ، وبثقة المراقب اليومي اقول ان الازدحام اصبح أسوأ ما يواجه المواطنين في حياتهم اليومية .. فهل هناك من حل ؟..اقول : ان الامور تسير مع الاسف من سيء الى أسوء ، فالزيادة العشوائية في استيراد المركبات ، لاسيما تلك التي تأتينا من مناشيء رديئة ، اصبحت ( نكتة ) يتندر بها جميع المواطنين ، كونهم يدركون ان وراء استمرار ذلك الاستيراد ، جهات لا تعي خطورة حالة الامتعاض والغضب الشعبي ، وهمها فقط الكسب غير المشروع .
إن ظاهرة الازدحام والاكتظاظ المروري الخانق تحتاج إلى بذل جهدٍ كبير، وتحتاج الى وقتٍ طويل وحتى تُحل هذه الازمة يبقى المواطن البسيط هو من يدفع الثمن من وقته وصحته.
اقول كمتابع للشأن المجتمعي ، ان الحالة التي نعيشها في واقعنا اليومي كبيرة في خطورتها ، فهل سنبقى متفرجين على الغليان الشعبي؟
Z
عم