وكيل وزارة الخارجية عمر البرزنجي يُجري مقابلةً تلفزيونية (باللغة الكوردية) مع قناة كوردستان 24 بشأن جريمة حرق المصحف الشريف والعلم العراقي في السويد والدانمارك أجرى وكيل وزارة الخارجية للشؤون متعددة الأطراف والشؤون القانونية عمر البرزنجي مقابلةً تلفزيونية (باللغة الكوردية) مع قناة كوردستان 24 بشأن جريمة حرق المصحف الشريف والعلم العراقي في السويد والدانمارك، مساء يوم السبت الموافق 2023/7/22. إبتدأ الوكيل البرزنجي حديثهُ بالآية الكريمة: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ". ثم أردف قائلًا: يتصور هؤلاء الجهلة أنهم بحرقهم لنسخة من المصحف الشريف، يتحدَون الإسلام، لكن الإسلام أكبر من هذه التصرفات بكثير، ودليل ذلك بناء مئات المساجد حول العالم، وعدد المسلمين حوالي ملياري مسلم ،والملياران لا يقبلون الإستفزار، ويقينا يكون لهم ردود افعال لان هذا الموضوع يتعلق بعقيدهم ومقدساتهم حتى ممن لم يصلِّ ولم يسجد لله سجدة واحدة، ثارت غيرتهُ على كتاب الله دفاعًا عن الإسلام في كل العالم. وأشار الوكيل البرزنجي إلى أن تفكير هؤلاء غريب حقًا، بتصورهم انهم يسببون الضرر للإسلام، "يُرِيدُونَ لِيُطْفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ"، وهذا الشخص ملحد، ولا يمكن أن يُحسب على المسيحيين، فنحنُ والمسيحيون وجميع المؤمنين في العالم كلنا ضد هذه التصرفات. أما عن موقف وزارة الخارجية العراقية، فالوزارة إتخذت الطرق الدبلوماسية اللازمة، بسحب القائم بالأعمال المؤقت لسفارة جمهورية العراق لدى مملكة السويد، وتم طرد السفيرة السويدية من بغداد، وهذا لا يُعدُّ قطعًا كاملًا للعلاقات، بل هو طريق لتراجع الحكومة السويدية نفسها في منع هذا التصرف المُشين. وفي إتصال بين معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السيد فؤاد حسين مع وزير الخارجية السويدي فقد أعرب السيد وزير خارجيتنا عن الاستنكار العراقي الشديد ووزير الخارجية السويدي ايضا عبر عن إستنكارهم لحرق نسخة عن المصحف الشريف، وإنما يقولون ان قانونهم الخاص بالحريات العامة يكفل القيام بهكذا أعمال، ويحسبون ذلك من باب الحرية، ونحن نقول لهم وللعالم أن هذا لا يعدُّ من باب حرية الرأي والتعبير، وهذا التصنيفٌ الخاطئ يسبب لهم مشاكل كبيرة، وليس من مصلحة الحكومة السويدية أن يُنظر لها من خلال العالم بهذه الطريقة. وقد ثار العالم الإسلامي بأكمله ضد هذا التصرف، وقد يكون رد الفعل في العراق أشد نظرًا لكون مرتكب الفعل من أصول عراقية. كما دعا العراق لإجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي، وكذلك فقد إعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مشروع قرار "التصدي للكراهيَّة الدينيَّة التي تشكل تحريضًا على التمييز أو العداء أو العنف"، الذي جاء بعد مطالبة العراق بعدم تكرار ظاهرة حرق وتدنيس القرآن الكريم كما أشار الوكيل البرزنجي إلى الكلمة التي ألقاها, في إحدى جلسات مجلس حقوق الإنسان، في عام 2007، ممثلًا عن جمهورية العراق بإعتباره -في حينها- رئيسًا لدائرة حقوق الإنسان في وزارة الخارجية، والتي رجا فيها مجلس حقوق الإنسان الخروج بقرارٍ واضح ومُلزم لكل الدول بأن لا ينظروا إلى تشويه الأديان من باب حرية الرأي والصحافة بل من باب إهانة الأمم والشعوب. إذ أننا كمسلمين وعددنا حوالي مليار مسلم -في حينها- نشعر بالإهانة الكبيرة حين يقوم البعض بإساءاتٍ شنيعة للرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، أو للسيد المسيح أو لسيدنا موسى أو أيٍّ من الأنبياء والرسل (عليهم السلام) ونستنكر الإساءة لكل الديانات، ونعدُّ الإساءة للديانات والأنبياء أشدَّ من جريمة القتل، وبما أن القتل جريمةٌ يعاقب عليها القانون، فيُفترضُ أن تكون هذه الإساءات جريمةً يُحاسب عليها القانون. وناشد في مداخلته كذلك، ممثلي الحكومات والدول ومنظمات المجتمع المدني، أن يتحلوا بمسؤولياتهم تجاه هذا الموضوع المهم، مؤكدًا أنها مسؤولية أصيلة لهم فضلًا عن كونها مسؤوليةً تقع على عاتق الشعوب والأفراد أيضًا، إذ لا يمكن قبول إهانة أكثر من مليار مسلم بحجة حرية الرأي والتعبير، فالحرية تقف عند حدود حرية الآخرين، والذي يثيرنا ويُشعرنا بالمرارة والألم الشديدين حين نسمعُ من بعض الحكومات أن هذا الأمر هو حرية شخصية، وتساءل حينها ألم يجدوا طريقًا للحرية إلا في إهانة الآخرين؟!! بعد هذه المُداخلة بعدة سنوات، أصدرت المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان في فيينا حكمها النهائي بأن الرسول محمد يُعدُّ من المسلّمات الدينية التي لا يجوز المساسُ بها وأن التعرض لهُ غير مسموحٍ عبر التلويح بمبادئ حرية التعبير