جريدةالعراق الاخبارية اليومية، تنشر تهنئة وكيل وزارة الخارجية للشؤون متعددة الأطراف والشؤون القانونية عمر البرزنجي بمناسبة قدوم السنه الهجرية الجديدة 1445 في ذكرى الهجرة النبوية الشريفة .
في شعورٍ مختلط بين الفرح بالذكرى 1445 لهجرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم)، والحزن بذكرى إستشهاد سبطهِ أبي الأحرار سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) في عام 61 للهجرة. بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ) بهاتين الآيتين الكريمتين، أودُّ أن أعبر عن أجمل التهاني والتبريكات بمناسبة قدوم السنة الهجرية الجديدة 1445، في ذكرى الهجرة النبوية الشريفة التي تعدُّ مرحلة إنتقال عظيم في الأمة الإسلامية، إذ هاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والصحابة الكرام من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بعد ثلاث عشرة سنة من الدعوة إلى الدين الجديد في ذلك الوقت وعدم تقبل الإسلام من غالبية أهل مكة، رغم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان معروفًا بينهم بالصادق الأمين إلا أن غالبيتهم عاندوا ولم يتقبلوا الدين الجديد ولم يكونوا مستعدين ليتركوا دينهم القديم الذي كان عبارةً عن عبادة الأوثان، والقوي يأكل الضعيف. وبعد معاناةٍ طويلة أذن الله (سبحانه وتعالى) لهم بالهجرة، قد رحب أهل المدينة المنورة (وكان اسمها يثرب في ذلك الوقت) بدين الاسلام ودخل غالبيتهم العظمى في دين الله (تعالى) وناصروا المسلمين واصبحوا يسمّون بـ (الأنصار)، وسُمي أهل مكة بـ(المهاجرين)، وآخى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بينهم، وأكمل بقية حياته هناك وهي عشر سنوات ليكون عمر البعثة النبوية الشريفة كلها ثلاثًا وعشرين سنة، تغير وجه التأريخ بهذه السنوات التي نزل القرآن الكريم فيها، وعلى إمتداد خمسة عشر قرنا توالد المسلمون ووافاهم الاجل ليصبح عدد المسلمين في العالم الآن على إختلاف ألوانهم وأطيافهم ولغاتهم وأوطانهم ما يقارب ملياريّ مسلم. كل ذلك جاء من هذه السنوات الثلاث والعشرين والهجرة النبوية الشريفة هي حقيقة الانطلاق وهذا الارث العظيم من الكتب والتأريخ والقيم والعلوم والثقافة والحضارة جاءت من تلك النواة. لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نقدم أزكى التهاني والتبريكات لكل الأمة الإسلامية بل لكل أصدقاء الأمة الإسلامية والإنسانية أيضًا. وشاءت العناية الإلهية أن تقع في ذات شهر الهجرة أحداثٌ داميةٌ مؤسفة، بل هي أحداثٌ مخجلةٌ في التأريخ الإسلامي، تمثلت بإرتكاب أكبر الكبائر والمحرمات بالجرأة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واستشهاد سبطهِ سيدنا الإمام الحسين (عليه السلام) وآل بيته الأطهار بالطريقة الشنيعة التي تمثل نقطةً سوداء وظلمًا عظيمًا في تاريخ البشرية، ورغم أنه في العليين مع جده رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وأبيه الإمام علي وأمه فاطمة الزهراء (عليهما السلام) ومع الأنبياء والمقربين في الفردوس الأعلى بلا شك، وان قتلته في النار والجحيم لما إرتكبوه من جريمةٍ وفتنة يعاني المسلمون من آثارها إلى الآن. فلا يسعنا إلا أن نعزي الأمة الإسلامية بهذا الحدث الجلل وبهذه الجريمة الكبرى، ولكننا في الوقت نفسه نوجه كلامنا وخطابنا لكل المسلمين بأن مرتكبي هذه الجريمة الشنعاء أمام محكمة العدل الإلهية، وليسوا موجودين بيننا لنحاكمهم ولا يمكننا أن نحاكمهم بمحاكمة أفضل من المحكمة الالهية، وهذه الحادثة هي كارثة جميع المسلمين، والموضوع يهمنا جميعًا. والرسول وال البيت الكرام لنا جميعًا وكلنا نقول في صلاتنا: (اللهم صل على محمد وآل محمد)، وأقول هذا الكلام لكي لا نوجه اللوم لبعضنا البعض بعد قرون. والعزاء عزاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعزاء كل الأمة الإسلامية كلها، الا الذين شاركوا بالقتل أو رضوا به واسأل الله (تعالى) أن يجمع شملنا ويصلح أمرنا ويبصرنا بالحق ويحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ويحشرنا مع ال بيت النبي الكريم ولاننسى ان نترحم على كل شهدائنا الذين دافعوا عنا وعن اوطاننا ضد كل المجرمين والمعتدين والارهابيين. عمر البرزنجي وكيل وزارة الخارجية للشؤون متعددة الأطراف والشؤون القانونية 1 محرم الحرام 1445 2023/7/18