السفير عمر البرزنجي مرشح الرئاسة العراقية للبوابة نيوز: أريد أن أكون محاميًا لبلاد الرافدين.. وهذا برنامجي الانتخابي للشعب
يعتبر السفير عمر أحمد كريم البرزنجي من الشخصيات الدبلوماسية العراقية الراقية والمحترمة، فهو شاعر وحقوقي ومحام وسياسي وأكاديمي وناشط بارز في مجال حقوق الإنسان حتى أصبح رئيس دائرة حقوق الانسان في وزارة الخارجية العراقية.
يجيد البرزنجي التحدث بعدة لغات، وهو ذو أصول كردية، معروفة في المحافل الدولية، فالرجل دبلوماسي مخضرم من الطراز الأول يعمل في وزارة الخارجية العراقية منذ 18 سنة، كان سفيراً لجمهورية العراق في بعض الدول العربية والأوروبية، وحاصل على عدة أوسمة دولية منها وسام الأرز الوطني من رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان وعلى جائزة أفضل سفير في رومانيا من قبل مجلس الشيوخ الروماني و باحتفالية كبيرة في البرلمان الروماني ،ترأس وفد بلاده في عدة محافل دولية في نيويورك وجنيف والقاهرة وماليزيا وايطاليا وهولندا والنمسا وفنزويلا والباكستان وأفغانستان وبلغاريا والفيليبين والمغرب وقطر والسعودية وفرنسا وكان أستاذ محاضر في حقوق الإنسان لأكثر من أربعمائة دبلوماسي عراقي بمعهد الخدمة الخارجية لحاملي شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه وهم الآن دبلوماسيون وسفراء متواجدون في مركز الوزارة ومختلف بعثات العراق في دول العالم. كما كان أستاذا محاضرا في المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في باريس (فرع هولندا) وعمل في مجال تدريس اللغة العربية والتاريخ الإسلامي. ذاع صيته لدى الأوساط الرسمية والشعبية الإيطالية خصوصا في دولة الفاتيكان بعدما أعجب به البابا لثقافته العالية استقبله البابا اكثر من مرة واثنى على أفكاره وطروحاته خصوصا تلك التي تتعلق بحوار الأديان والثقافات وابراز المشتركات الإنسانية بين الإسلام وكل الديانات وبالأخص الديانة المسيحية .. التقت به البوابة نيوز به فكان هذا الحوار:
البرزنجي مشهور بنشاطه الدبلوماسي الكبير.. كيف تبلورت في ذهنك فكرة الترشح للانتخابات العراقية؟
في الواقع، بعد فتح باب الترشيح لرئاسة جمهورية العراق للمرة الثانية بعد الانتخابات التي أجريت في 2021، وفي اليوم الأخير تحديدا، قدمت أوراق ترشيحي للرئاسة لرئيس مجلس النواب، ولم تكن نظرتنا المنافسة إطلاقا، بل للاحتفاظ بحقنا للترشح في حالة قبولنا مرشحا للتسوية بالتوافق بين الحزبين المناضلين، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني مع التمنيات الطيبة لهما، وإذا اتفقا على إختيار أحد مرشحي الحزبين من قبلهما، سنكون أول المهنئين مع غاية السرور بوحدة الكلمة ورؤيتنا في ذلك قوة للعراق وللمكون الكردي خصوصا، وإذا ما حصل هذا الاتفاق سنقوم بسحب ترشحنا أيضاً وعلى ضوء ذلك فان ترشيحنا من باب التسوية في حال احتاجت العملية للجوء الى مرشح تسوية، وقد يتم اختيار أحد السادة المرشحين الآخرين ونحسن الظن بالجميع، أو قد يكون الاختيار علينا.
*ما هي شروط الترشح للإنتخابات الرئاسية بالعراق؟
- بخصوص الترشيح هناك دواعي لمن يرشح نفسه، فطبيعة الترشيحات في العراق او طبيعة المواقع الرئيسية في العراق، أن لدينا أربع رئاسات، رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ورئاسة مجلس النواب ورئاسة مجلس القضاء الأعلى، ولكل هذه الرئاسات طريقتها وطريقها بالنسبة لرئاسة مجلس القضاء الأعلى بالتعيين والقضاء دائماً مستقل وشامخ وبالنسبة لرئاسة مجلس النواب، فإن أول الرؤساء بين الثلاثة هو رئيس مجلس النواب ويتم انتخابه بين النواب ،والثاني رئيس الجمهورية يتم انتخابه من مجلس النواب والذي بدوره يسمي رئيس الوزراء من الكتلة البرلمانية الأكبر. ففي 10/10/2021 عندما أجريت انتخابات مجلس النواب، اختار أعضاء المجلس فيما بينهم على أسس معينة محمد الحلبوسي رئيساً لمجلس النواب من المكون السني هذا عرف وليس دستوراً بعد 2003.
وهكذا رئيس مجلس النواب يكون من المكون السني فتم اختياره ثم كان لابد من اختيار رئيس الجمهورية عرفا من المكون الكردي ولهذا كانت رئاسة الجمهورية خلال السنوات الماضية من حصة الاتحاد الوطني الكردستاني بالاتفاق بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني ومع جميع العراقيين والكيانات السياسية، فكان في البداية قبل ان يكون هذا العرف سائداً كان غازي ياور ثم أصبح العرف للمكون الكردي فتولى الرئيس الراحل جلال طالباني رئاسة الجمهورية ثم الرئيس فؤاد معصوم ثم الرئيس برهم صالح وهو حالياً رئيس الجمهورية ولكن لأجل أن يتم انتخاب رئيس جديد وهو أيضا المرشح الوحيد للاتحاد الوطني الكردستاني وكذلك الحزب الديمقراطي الكردستاني لهم مرشح هذه المرة ومرشحهم ريبر أحمد وهو وزير الداخلية في حكومة اقليم كوردستان العراق والمنافسة قوية بين الحزبين والطريقة السهلة ان يتفقا على أحدهما هذا لم يحدث والطريقة الثانية أن يتم انتخاب الرئيس من خلال جلسة مجلس النواب ولكن لا بد ان يتم تحقيق النصاب الذي هو (220 نائباً) ولكن لم يستطع مجلس النواب لثلاث مرات ان يجتمع بثلثي اعضائه فتعطل فلم ينتخب حتى الآن رئيس الجمهورية.
*هل هذا سبب دخولك المنافسة؟
- أؤكد لكم أنه لو حدث اتفاق على رئيس الجمهورية من الحزبين الكرديين الكبيرين أو بالمنافسة في البرلمان بعد تحقيق النصاب كنا سنسحب ترشيحنا حتى لا نكون عائقاً لتشتت الأصوات وإن كان صوتا واحدا، وذلك لعدم رغبتنا بالتأثير السلبي على محاولات الإنفراج والإسهام في استمرار حالة الانسداد السياسي الحالي. ولن أنازعهما لأنهما حزبان كبيران لهما أعداد كبيرة من الأعضاء في مجلس النواب وتحالفات مع الكيانات السياسية العراقية لقناعتنا الراسخة بأولوية الحزبين لهذا المنصب لتحقيق المصلحة العامة. لكننا رشحنا تحوطا وتخوفا على البيت الكردي احدى المكونات الرئيسية وكصمام الأمان لعراقنا العزيز.
وبما أنه لم يحدث لا الاتفاق ولا جلسة مجلس النواب، قد يلجأ الحزبان وجميع الكيانات السياسية بالاتفاق معهم لكن من حصة الحزبين وقد يلجؤون إلى الاتفاق على مرشح غير مرشحهما.
وفي هذه الحالة وضعت أسمي إذا ما فكروا بالتسوية فأنا مرشح بصفة مستقلة وتجربتي السياسية والدبلوماسية طويلة، وأنا منذ 18 سنة سفير ووكيل وزارة الخارجية. رشحت نفسي لرئاسة الجمهورية ولم آتِ من فراغ وإنما لدي تجربة و اثق بهذه التجربة أن أكون رجل دولة مما يحتاجه العراق في هذه المرحلة أمثل بلدي بكل اعتزاز ومحبة و إخلاص وأكون مصدر أمن وأمان لبلدي تحت ظل العلاقات الطيبة مع الجميع بالطرق التي ذكرتها.
لو فزت بالانتخابات ما هو برنامجك لحكم العراق؟
إننا نعاهد الله والشعب العراقي والمكون الكردي بصنوفه كافة بأن نبذل كل جهدنا وتخصيص وقتنا لخدمة الشعب والوطن بإخلاص وامانة وذلك من خلال التعاون المستمر والدؤوب مع السلطات الدستورية لكي نحفظ سيادة العراق وسنكون حامين للدستور بإمتياز وأن نمثل العراق في كل المحافل الدولية على أكمل وجه.
وستكون نظرتنا الى المواطنين نظرة واحدة متساوية دون تمييز ديني أو قومي أو فئوي وأن نكون نموذجا يُحتذى به للمكون الكردي ومنطلقاً للتآخي، والذي هو صاحب استحقاق منصب رئاسة الجمهورية بموجب العرف الحالي، وكل دفوعاتنا تتوجه الى حسن توظيف المهام الدستورية المنوطة برئيس الجمهورية لغرس روحية العدالة والأخوة والوطنية والتماسك وسنبذل كل الجهود لرفع المعاناة عن المحتاجين، والا نرضى للعراقي ان يكون فقيرا أو محتاجا وسنقوم برفع مستوى المعيشة عبر رسم خطة رشيدة وفقاً للسياقات الدستورية والقانونية لوضع برنامج لمعالجة حالات الفقر، والسعي للتطور والتقدم في جميع المجالات الاقتصادية المتعلقة بالصناعة والزراعة والتجارة مع الحكومة والمختصين وجميع المخلصين وسنقوم بتسخير كل علاقاتنا العالمية الطيبة لخدمة الشعب والوطن.
في الحقيقة ، أريد أن أكون محامياً عن العراق وعن كل العراقيين وتفكيري كله لأجل الوطن والشعب، فهناك مجموعة مصائب موجودة لابد ان تعالج معالجة صحيحة وجذرية، فقد عانينا ما عانيناه بسبب الإرهاب والفهم الخاطئ للدين، لقد قتلوا الناس بفهم خاطئ للدين ،فالإسلام هو دين السلام والمحبة والأمان، وهو عبارة عن مشروع لحياة كريمة في الدنيا والآخرة وليس مشروعا للقتل والموت والإرهاب والابادة هذا جانب، وجانب آخر الفساد ، فمسألة أن الشخص حينما يصل إلى موقع من مواقع المسؤولية ليشبع يقوم بالاعتداء على الناس بالفساد وبأية طريقة ليحصل على الأموال ،هذه مشكلة كبيرة وآفة خطيرة جدا يجب أن نحاربها ونعالج هذا الفساد بالطرق المعاصرة فلا بد ان تكون هناك نزاهة حقيقية وإزالة هذا الهوس وأن يجمع الشخص الملايين والمليارات على حساب الشعب فكل من أخذ مبلغاً من المال بدون وجه حق هو سلب لحقوق الآخرين، يؤدي إلى فقر مجموعة أخرى من المواطنين..
لذلك ضمن أفكاري الاهتمام بموضوع التنمية وبالأخص محاربة الفساد والجهل والفقر والمرض محاربة الجهل تكون بالمدارس والمكتبات وتثقيف الناس ومحاربة الفقر والاستثمار الصحيح بحيث كل مواطن يأخذ حقه بالكامل من خلال القوانين والتعليمات بالطرق الصحيحة والسليمة وايجاد فرص عمل كثيرة جداً وكذلك محاربة المرض بالاهتمام بالصحة وتعزيز الثقافة الصحية والاهتمام بالمستشفيات والمستوصفات والكوادر الطبية وإنشاء وتحديث المدارس والجامعات وكليات الطب والتمريض والتثقيف الطبي ويجب أن يرتقي العراق الى مستوى العصر، والتنمية ضرورية جدا في كل مراحل الحياة وهذه في خطتي اذا قدر الله لي ذلك.
فسأخصص وقتي لفتح كل الملفات التي لابد من فتحها لخدمة الوطن ولمعالجة كل المخاطر التي حدثت لمنع حدوثها وأن نفكر في شبابنا وأولادنا أن يسلكوا الطريق السليم لخدمة العراق إذا بدأنا بزرع الروح الوطنية الحقيقة وحب الوطن في اذهان المواطنين ليتخلصوا من السلبيات والعراقيل ،والاهتمام بالمواطنة سواء كان المواطن، عربياً أو كردياً أو تركمانياً او آشورياً ، وسواء كان مسلماً أو مسيحياً أو صابئياً أو إيزيدياً، وسواء كان سنياً أم شيعياً فكل هذه الانتماءات الطبيعية يجب أن تصب في الانتماء الكبير الذي هو العراق ، الدولة الغنية والثرية بطاقات وكفاءات رجالها ونسائها ولكننا نحتاج الى المزيد والمزيد من العدالة والمشاريع التي تؤدي بنا الى الخلاص. فلو قدر لنا رئاسة العراق، سيكون لنا مستشارون حقيقيون من كافة الاختصاصات وعلى أرقى المستويات وأعلى الكفاءات. فلابد أن نستفيد من هؤلاء الخبراء بحق للاستنارة والإستشارة.
بصفتك مواطن عراقي مرشح لرئاسة الجمهورية ، كيف تنظر للعراق ولشعبه؟
إن وطني العراق بلد الحضارات والتاريخ والعلم والفكر والثقافات وبلد المواهب والثروات وبالأخص الثروة البشرية، والعراق بلد في أعماق التاريخ فالوطن يُضحى من أجله ولا يُضحى به. الشعب العراقي عبارة عن مكونات دينية ومذهبية وقومية متعددة كلها أشبه بروافد وأنهر تدخل في بحر واحد كبير وعميق ، هو العراق. يقع في مكان استراتيجي جداً وفي منطقة حيوية مهمة جداً في الشرق الأوسط وفي العالم العربي والإسلامي وفي العالم، تحده من الشمال تركيا ومن الشرق ايران ومن الجنوب الكويت والمملكة العربية السعودية ومن الغرب المملكة الاردنية الهاشمية وسوريا وإذا نظرنا الى ما حوله.
ايضا نرى أن له أبعاد عربية واسلامية وعالمية مهمة للغاية .
أما البعد العربي فإن العراق عضو في الجامعة العربية وهذا البعد مهم جدا وهناك البعد الإسلامي ،في العراق ضمن العالم الاسلامي والدولتان الجارتان لنا هما تركيا وايران ضمن الدول الاسلامية والشعوب الاسلامية وكذلك دول الجوار الاقليمي ، الدول العربية السعودية والكويت والأردن وسوريا هذان البعدان مهمان. والبعد الآخر هو العالمي للعراق ، فبالإضافة الى قوة العراق الاقتصادية وثروته النفطية والزراعية ،يعيش المسيحيون في بلدنا بجوار المسلمين، ولهم تاريخ طويل وكنائسهم قديمة جدا وقبل الاسلام. وإني حينما كنت سفيراً لجمهورية العراق لدى الفاتيكان ( الكرسي الرسولي) وقدمت أوراق اعتمادي الى قداسة البابا الذي قلت له بأن حب السيد المسيح يجمعنا وذكرت له آيات كريمة في القرآن الكريم التي تتحدث عن المشتركات بين الديانتين الإسلامية والمسيحية في الآية الكريمة { وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} وكان لي نشاط كبير جدا في كنائس وجامعات الفاتيكان ومع شخصيات الفاتيكان وأخيراً حصلت على وشاح البابا قدمه لي نائب رئيس الوزراء في الفاتيكان وهذا التعدد الموجود في العراق سر جماله وبهاءه وقوته ، فالعراق جماله بمكوناته الدينية الاسلام والمسيحية والصابئة والإيزيدية وهذه نقطة القوة لدولتنا كذلك المذاهب الاسلامية الموجودة في العراق ، الحنفي والشافعي والجعفري والمالكي وإن حسبناها كطائفة فهما طائفتان كريمتان السنة والشيعة وإن حسبناها كمذاهب فهم المذاهب الإسلامية المتواجدة في البلاد.
ولذلك في العراق هناك أوتاد كثيرة كلها تقوي العراق وإن الانتماء الحقيقي والرئيسي هو للوطن لذلك فإن أولى الاهتمامات للعراق يجب أن يكون اعتزاز المواطن العراقي بعراقيته.
ولابد أن تعزز هذه الانتماءات الانتماء الوطني وكوننا مسلمين ومسيحين وصابئة وأزديين وسنة وشيعة، وعرب وكرد وتركمان وآشوريين ومكونات أخرى. كل هذه انتماءات محترمة ولأصحابها الحق بالاعتزاز بانتماءاتهم واحترام الانتماءات الاخرى ولكن كل هذه تصب في الانتماء الوطني العراقي. *إن أصبحت رئيساً لجمهورية العراق، كيف ستكون سياستك مع العالم العربي؟ - سيكون تفكيري الأول حسن التعامل مع دول الجوار ومع كل أشقائنا العرب في العالم العربي والشعوب العربية التي تجمعنا بهم الجانب القومي بالإضافة إلى أن الكرد في العراق يشكلون القومية الثانية وانتماء عدد كبير من العراقيين إلى المكون الكردي والذي هو موجود أيضاً في دول أخرى حولنا هذا الانتماء القومي محترم بيننا هذه أيضا مهمة واخواننا التركمان لهم عمق قومي كذلك قضية الاسلام قضية مهمة لان المسلمين أمة والقرآن الكريم يقول {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} فالروابط القومية والإسلامية مهمة جداً. ثم هناك رابطة أخرى هي الرابطة الانسانية التي تربطنا بجميع شعوب الأرض وبالإنسان أينما كان والقرآن الكريم يقول {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ } فالبشر مكرمون لانهم ابناء جدنا ونبينا وسيدنا ادم وبذلك فانهم أخوة في الإنسانية فعليه يجب التعامل مع جميع هذه الأبعاد تعاملاً اخويا. في الواقع، نحن في العراق لا نريد أن نتدخل في شؤون الآخرين ولا نريد التدخل في شؤوننا ،نريد دولة ذات سيادة ،تحترم نفسها وجيرانها أشقائها وأصدقائها وهناك كلمة جميلة وعظيمة للإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام) يقول ويوصي مالك بن الاشتر(رضي الله عنه) حول التعامل مع البشر :الناس صنفان، إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق. وهذه الكلمة الجليلة نستطيع أن نجعلها تفسيراً لآيات كثيرة في القرآن الكريم تتحدث عن العلاقات الإنسانية. ففي آية كريمة :{ لَّا يَنْهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوٓاْ إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ } بمعنى ليس من الاسلام بأن يسيئوا التصرف مع غير المسلمين ومع البشرية بشكل عام بل المطلوب البر والقسط والبر أعلى من القسط وحول التعامل مع الديانات السماوية كما بينت الآية الكريمة {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} الآيات كثيرة وكذلك الاحاديث كلها تدلنا على الانتماء الديني والوطني والإنساني وغيرها وكلها تدعو إلى السلام والمحبة فلذلك نظرتي حين رشحت نفسي لرئاسة جمهورية العراق أن يكون التعامل مع الوطن بالوطنية التامة والإخلاص والانتماء للوطن كالانتماء للأم والوطنية كالحليب الذي شربناه منذ الطفولة.
ما هو دور المرجعيات الدينية في التأثير على التعايش والسلام في العراق وكيف تتعاملون مع هذا الجانب؟
تحدثنا أن هناك مكونات دينية ومذهبية عديدة في العراق بالإضافة الى الوقف الشيعي والوقف السني ووقف جميع الديانات الأخرى معاً. فالمرجعيات محترمة ودورها إيجابي وأبرزها مرجعية السيستاني الذي له كلمة تكتب بماء الذهب (لا تقولوا لأهل السنة إخواننا بل قولوا أنفسنا) وتطبيق هذا الكلام من قبل الجميع بمثابة ضمانة وصمام أمان ،وكذلك للمجمع العلمي العراقي دور علمي وفكري وتربوي كبير. ولابد هنا أن أشيد بالكاردينال ساكو الذي تشرفنا بتكريمه عندما كنت سفيرا لجمهورية العراق لدى الفاتيكان حينما حصل على لقب الكاردينال هناك وكذلك مرجعية الصابئة المندائية والإيزيديين كلهم دعاة سلام وسوف أهتم بهم جميعا واشجعهم على دوام الحوار البناء لخدمة الشعب والوطن.
*هل تود الحديث عن شخص أثر في حياتك؟
- في الواقع هناك الكثيرون الذين أثروا في حياتي وتفكيري بالإيجاب خلال مسيرتي العملية. لابد أن أبدأ بوالديّ رحمهما الله تعالى ،حيث ربياني على الاستقامة والصدق والأمانة وحب الوطن والتعامل الإيجابي وعلى الإيثار كما ربياني على القيم والمثل العليا والمبادئ السامية. أود أيضاً ذكر أساتذتي وإسهاماتهم الايجابية معي في كل مراحل الدراسة ( الابتدائية والثانوية والجامعية) والشكر موصول لأساتذة الفكر والأدب والعقلانية. وفي الختام مسك، أود بكل فخر واعتزاز الإشادة بشريكة حياتي وعقيلتي دلكير جعفر البرزنجي ، شريكة هذا النجاح ودورها في الحضور في المحافل النسائية من جهة تأكيد حبها للعراق وشعب العراق بكافة قومياته وطوائفه وهو موقف يفرحني كثيرا مثلما يفرح العراقيين جميعا .... أتمنى ان اكون عند حسن ظنكم الذي يذكرني ببيت الشعر الذي قاله الأمام الشافعي رحمه الله تعالى : (وعينُ الرَضا عن كلُ عيبٍ كليلة .. وَلَكِنَ عَينَ السُخطِ تُبدي المَسَاوِيَا) .. وأعلق بأن اللغات التي اتكلم بها متفاوتة بين طلاقة وإلمام وتوصيفكم لنا بالشاعر أيضا لا ندعيه وإن كنا نكتب شيئاً من الشعر والادبيات الأخرى ولكنني يقيناً ملم ومحب للأدب والأدباء لأن فن تجسيم الوقائع بالشعر والنثر والخواطر وعموم الأدبيات محل تقدير وإعجاب.