يذكر المهندس احسان شيرزاد في مذكراته عملت كمهندس مقيم اشرفت فيها على ركائز عمارة الدفتر دار وكان هذا المبنى اعلى مبنى في مدينة بغداد في الخمسينيات ويتألف من 15 طابقا ويقع على شارع السموأل ومدخل شارع المستنصر، وقد فازت بعطاء الركائز شركة فرانكي بابل الانكليزية ــ الهولندية لما تتميز به من خبرة في هذا المجال، حيث لم يسبق للعراق ممارسة تجربة من هذا النوع، معظم المهندسين الذين عملت معهم كانوا من الاستشاريين الالمان، وقد استمتعت بعملي وكنت اعمل ليل نهار في مرحلة فحص الركائز، وكانت هذه المهمة التي انيطت لي مميزة ورائدة.
كنا نضع اكياس الاسمنت المرصوفة لقياس التثبت في الركيزة وتستمر اشهرا عدة ولي دراسة اعتز بها عن اسس عمارة الدفتردار فحوص التربة وحساب الهبوط المحتمل حدوثه في المنشآت العالية نشرت في مجلة المهندس التي تصدرها جمعية المهندسين العراقية في ايلول 1956.
ارتكزت عمارة الدفتردار على 300 ركيزة من نوع Franki Comprect pile الكونكربت المسلح وبقطر ثمانية عشر انجا البعض منها كان مائلا، وقد وصلت الى اعماق 17 ــ 20 مترا تحت مستوى الارض.
كان الشيخ زايد عند زيارته الى بغداد يتحسر عند مشاهدته عمارة الدفتردار ويتمنى رؤية مثل هذه البناية في الامارات وتحقق له حلمه