السفير عمر البرزنجي سفير جمهورية العراق لدى دولة قطر، وقد مثل العراق في محافل عدة، حيث كان سفيرا للعراق في دولة الفاتيكان منذ عام 2017 حتى عام 2019 ، كما كان سفيراً لجمهورية العراق في كل من الجمهورية اللبنانية بين 2009 و2013، وجمهورية رومانيا بين 2013 و2015، وشغل منصب رئيس دائرة حقوق الإنسان في وزارة الخارجية العراقية منذ 2004 لبداية 2009، كما تسنم منصب وكيل وزير الخارجية للمدة من 2015 حتى عام 2017، وحصل على الكثير من الاوسمة والجوائز و وشاح بابا الفاتيكان.
1- البينة الجديدة: لديكم خبرة دبلوماسية واسعة بديوان وزارة الخارجية العراقية ومثلت العراق في بعثات متعددة ، فكيف ترون تطور العلاقات بين العراق وقطر، وأهميته لخدمة قضايا المنطقة؟
- السفير عمر البرزنجي: العلاقات العراقية القطرية متميزة تمتدّ للتعاون الأخوي والتاريخ المشترك والامتداد الاجتماعي الذي يجمع البلدَين والشعبَين الشقيقَين، في اطار توجهات الحكومة العراقية وانتهاجها سياسة حيادية إيجابية، وطموحها بان يكون العراق منفتحا على كل العالم بالقدر المطلوب، وحرصها في الوقوف على مسافة واحدة مع الجميع دون انتهاجها سياسة المحاور والذي يعزز التعاون المشترك، ومن منطلق العلاقات الثنائية بين جمهورية العراق ودولة قطر، فان العراق يثمن مستوى العلاقات القائمة بين البلدين الشقيقين، ودائماً ما نتطلع نحو الارتقاء بهذه العلاقة إلى مستويات افضل في المستقبل، نعمل مع الاخوة الاشقاء في قطر لتفعيل سُبُل الارتقاء بالعلاقات بين البلدين بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين، لاسيما تفعيل اللجنة العراقية-القطرية المشتركة، وبما ينعكس على قطاعات الاستثمار والتنمية والتعاون، فضلاً عن بحث الأوضاع السياسيّة، والأمنيّة في المنطقة، وتطوُّراتها، وتبادَلَ وجهات النظر، والحُلـُول الناجعة لما تـُعاني منه المنطقة من أزمات، وبما يعكس استعادة العراق لدوره الفاعل والمُبادر ضمن سياسة خارجيّة متوازنة تعزز ذلك.
في ظل الاوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة، اعتقد ان جميع الدول لديها مسؤولية كبيرة في تجاوز الأزمات والتوترات، والعمل على تثبيت دعائم الاستقرار الإقليمي ومواجهة الإرهاب، وأن استقرار العراق وسيادته يُمثل مرتكزا لأمن واستقرار كل المنطقة، إذ أن العراق يمكن أن يكون عاملا للتفاهم بين القوى الإقليمية والدولية، ويدعم الجهود الرامية لمعالجة الأزمات الحالية، لكي تنعم شعوب المنطقة بالسلام والرفاهية، وان الوضع الاقليمي والدولي الراهن يتوجب على الدول بحث سبل التهدئة للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وضرورة ضبط النفس وتغليب لغة الحكمة والحوار لتخفيف حدة التوتر والتصعيد، وان العراق يسعى إلى إقامة أفضل العلاقات مع أشقائة العرب بدون استثناء، كما يحرص على الاستمرار بدوره المحوري كساحة للتلاقي بين شعوب المنطقة، وقد جسد العراق هذا الدور وبشكل ناجح من خلال استضافته لمؤتمر الشراكة والتعاون في 28/8/2021، حيث كان هذا المؤتمر فرصة لتلاقي الدول الشقيقة والصديقة، ومحفلا للحوار وتقريب وجهات النظر، وتعزيز البناء والتنمية، وكان حضور امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ومشاركته على راس وفد قطري رفيع المستوى وهي اول زيارة لامير قطر الى العراق بعد عام 2003، اعطت هذه الزيارة رسالة واضحة للتوجه الاشقاء في قطر نحو العراق.
2- البينة الجديدة: كيف ترون العلاقات الاقتصادية بين البلدين؟ وماهي اليات وسبل تعزيزها؟
- السفير عمر البرزنجي: من خلال موقعنا كسفير جمهورية العراق لدى دولة قطر نعمل بجد لتوسيع آفاق الاستثمار بين البلدين في المجالات كافة، خاصة في المجال الاقتصادي، حيث ان التقارب العراقي - القطري سيعود على البلدين بمكاسب كبيرة، وبما أن العراق اليوم يُعد ساحة واعدة للفرص الاستثمارية، فان العراق يسعى الى تكثيف هذا التقارب مع الشقيقة قطر للاستفادة من خبراتها في مجالات الاقتصاد والطاقة، ومنها الاستثمار في قطاع الغاز وفي مجال البتروكيماويات، وقطر لديها خبرات متقدمة وكبيرة في هذا المجال ومن الممكن الاستفادة في خبراتها، وكذلك فرص إستثمار في مجالي الزراعة والصناعة، وأن مئات المصانع العراقية بحاجة لإعادة تأهيل، بالإضافة إلى فرص استثمارية كثيرة، يضاف الى ذلك أن قطر ستكون لها مساهمة في إعمار العراق، لا سيما المناطق المحررة من براثن الارهاب، وهنالك علاقات اقتصادية نامية بين البلدين الشقيقين سيتم إستثمارها بشكل متميز فضلاً عن العلاقات الدبلوماسية الممتازة، من خلال دبلوماسية ثنائية هادئة رصينة لتحقيق أهداف على المدى القصير.
3- البينة الجديدة: نتمنى القاء الضوء على نشاطاتكم الاجتماعية والثقافية لطفا؟
- السفير عمر البرزنجي: لنا حضور في المجالس القطرية بكثافة وفي مناسباتهم وافراحهم واحزانهم، ولهم حضور في مجالسنا مما يعزز العلاقات الاجتماعية، ودعم هذا الجانب يقوي الروابط الاخوية والاجتماعية ويدعم القيم والاصالة والعادات والتقاليد، كذلك لنا تواجد في الندوات والفعاليات الثقافية، ومن اهم الندوات التي قدمناها في مؤسسة الحي الثقافي (كتارا) ندوة بعنوان (رفع الالتباس بين الاديان والارهاب) بحضور اربعين سفيرا وعدد من الشخصيات الدينية والاكاديمية وغيرهم، كما نحرص على ان نديم التواصل مع الجالية العراقية الكريمة المقيمة في قطر ونحضر مناسباتهم وندعم نشاطاتهم الثقافية والفنية.