الاربعاء, 03 نوفمبر 2021 11:11 مساءً 0 240 0
الصحافة غلبت السياسة في حياة الغازي / زيد الحلي
الصحافة غلبت السياسة في حياة الغازي / زيد الحلي
تبقى ظاهرة عميد الصحافة العراقية الاستاذ سجاد الغازي ، منارة للطموح والشجاعة ، وحين يتعمق المرء في مسيرته ، فأنه يجدها بيضاء ونقية في المحافل السياسية والصحفية على مدى سنواته الطويلة في مختلف الميادين المجتمعية التي يفخر بها ، فكلها علامات على طريق النقاء والصدق وتحمل المسؤولية . وحين اذكر عبارة ( ظاهرة ) فأنني اعنيها بقوة ، فأستاذنا الغازي اينما يحل ، فأنه يبني اثرا ملموساً يحفره بفكره وقلمه ونبله ، وقد اشّر كثيرون من الذين عاصروه في حياته ، عشرات ومئات من المواقف في مسيرته الجهادية في الصحافة والسياسة التي عبرت الحدود ، لتصل الى الوطن العربي الكبير ، وهي مواقف عروبية اصيلة ، وقد لاحظتُ ان العمل المهني في الصحافة غلب على نشاطه السياسي .. وحسنا فعل زميلنا العزيز مليح صالح شكر حين اطلعنا على وثيقة نشرتها جريدة ( الجريدة ) لصاحبها الاستاذ فائق السامرائي ، وسكرتير تحريرها الاستاذ احمد فوزي في عددها يوم الاربعاء 16 كانون الاول سنة 1953 وفيها نعرفُ ان الاستاذ الغازي انتخب مساء يوم الجمعة 11 / 12 / 1953 عضوا في هيئة ادارة بغداد لحزب الاستقلال ( الرقم 5) برئاسة محمد مهدي كبة ذو الميول القومية والمناهض للاحتلال البريطاني ، وكانت له جريدة معروفة تحمل اسم ( لواء الاستقلال ).. هذا الانتخاب المهم ، في حزب كبير، لم يمنعه من مزاولة عمله الصحفي العام ، بل بقى اسما مؤثرا في الساحة الصحفية العراقية ، فقلمه الجميل ، ذو العبارة الانيقة ، وفكره الوطني كانا من سماته المهنية ، واستمر في عطائه الثر سنوات طوال .. وهو عطاء لا تكفيه هذه العجالة ، ولاسيما في عمله المهني كشخصية نقابية ، متفانية في دعم الاسرة الصحفية .. وشخصيا ، لا زلتُ اعيش فرحاً لا حدود له ، حين قرأتُ يوم 17 حزيران سنة 2019 ما نشرته صحيفة “الزمان” مقالا لعميد الصحافة العراقية الاستاذ سجاد الغازي لمناسبة عيد الصحافة العراقية ، حيث فوجئت باختياره للعبد الفقير لله في ذلك المقال حمل الراية من بعده ، وعاهدت نفسي امام الله ان اكون عند مسؤولية وشرف هذه الامانة التي حملني اياها ، متمنيا له العمر المديد والصحة الدائمة .. ان استاذنا ، وحادينا في مسيرتي الصحفية التي شارفت على 57 سنة ، علمنا ان عين الصحافة الحقة ، المدركة لمسؤوليتها ، لها افق واسع الطيف وحين تعرض حالة او قضية مجتمعية ما ، فأنها تؤمن بان ما تطرحه لا ينبغي ان يُعالج من الظاهر فقط ، معالجة زخرفية ملونة تنعقد فيها الخطوط والالوان في افتراق وتلاق عجيب ..انما ان تتم المعالجة من الجذور الأصلية ، ثم نمضي من هذه الجذور حتى ننتهي الى اطراف الاغصان المتدلية ، حيث قرار المعالجة الصحيح ، اما غير ذلك فهو لون من اللامبالاة لا تفيد الامور في شيء قليل او كثير.. نعم ، ان الاستاذ الغازي ، معلّم كبير في مهنة الصحافة ، له فراسة فريدة معرفة الاشخاص الذين ، يمكن ان يكونوا صحفيين في المستقبل ، وفعلاً ، كان يسرني بأسماء طرية العود ، مقتنع بموهبتهم ، ثم تدور السنين ، فإذا هم اصبحوا من الاسماء اللامعة في الصحافة والاعلام ، والامثلة كثيرة ، وكثيرة جدا. شكرا لك اخي وزميلي العزيز المقيم في نيويورك مليح صالح شكر ، فالوثيقة التي اطلعنا عليها كبيرة في معناها ..

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

Admin Admin
المدير العام

sss

شارك وارسل تعليق

أخبار مقترحة

بلوك المقالات

الفيديوهات

الصور

https://www.alshaya.com/campaigns/IHOP/ihop-ksa/index-ar.html?gclid=EAIaIQobChMI7sTGzbDh6AIVyZl3Ch17hAIDEAEYASAAEgKcrfD_BwE

أخر ردود الزوار

أعداد الجريدة

القنوات الفضائية المباشرة

استمع الافضل